أكثر ما يدهش المرء بعد منتصف طريق الهجرة الرابط بين المدينة المنورة ومكة المكرمة وتحديدا بعد (الكيلو 200) رتل السيارات الذي يصطف على جنبات الطريق، وأول ما يتبادر الى الذهن أن هناك حادثا مروريا على الطريق، إلا أن الرؤية تتضح من أن تجمع المسافرين ورتل السيارات الذي يزحم المكان ما هو الا لمشاهدة قطيع من قرود البابون التي اتخذت من ارتفاع واعتدال مناخ هذه المنطقة مقرا لها فتستوقف المسافرين لمشاهدتها والاستمتاع بتصرفاتها الطريفة في ملاحقة السيارات، فيما يحرص البعض على تقديم المأكولات لها خاصة فاكهة الموز التي تعد الوجبة المفضلة لديها إضافة إلى بعض المشروبات. «عكاظ» رصدت الكثير من الأسر والأفراد وهم يقدمون ما لذ وطاب من المأكولات لتك الحيوانات والتقت عددا من المسافرين لمعرفة الأسباب التي دفعتهم الى التوقف، حيث أشار المسافر نايف المسيحلي الى أنه من رواد السفر الى مدينة جدة وحينما يأتي الى هذا المكان يأخذه الفضول للتوقف عند هذه القرود وهو يستمتع كثيرا كما يستمع أبناؤه بهذا المنظر. وتحدث المسافر عبدالعزيز حميد الحربي قائلا ان هذا المنظر غير مألوف في هذه المنطقة، فلقد عرف عن تواجدها في مناطق الجنوب خاصة مدينة الطائف، مضيفا ان المسافرين يتوقفون في هذه المنطقة لمشاهدة هذه القرود والاستمتاع بها محذرا المسافرين في الوقت نفسه من إنزال أبنائهم حتى لا يتعرضوا لخطرها حيث عرف عنها اختطاف الأطفال. ومن جانبه يتساءل المسافر أيمن الخطراوي عن سبب انتقال هذه القرود الى هذه المنطقة من مواطنها المعروفة وعن قيام الجهات المعنية ممثلة في الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية بدراسة أسباب انتقال هذه الحيوانات من مناطق تواجدها المعروفة الى هذه المنطقة.