فيما اعتبرت منظمة الصليب الأحمر المواجهات الشرسة التي تشهدها حلب حاليا، أحد أسوأ نزاعات المدن، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن بلاده والولايات المتحدة على وشك التوصل إلى اتفاق تعاون عسكري حول هذه المدينة. ونفت المعارضة السورية ما أفاد به نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن لقاء يعتزم عقده مع وفد منها اليوم (الثلاثاء). وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أصدرته أمس، إنه من دون شك تعد مواجهات حلب أحد النزاعات الأكثر تدميرا بالمدن في عصرنا، مبديا أسفه لمعاناة إنسانية هائلة في المدينة. وبدلا من التركيز على معالجة هذا الوضع المأساوي، قال وزير الدفاع الروسي في حديث تلفزيوني إننا في مرحلة نشطة جدا من المفاوضات مع شركائنا الأمريكيين وعلى اتصال شبه دائم بواشنطن. وأضاف إننا نتقدم خطوة خطوة -ولا أتحدث هنا سوى عن حلب- نحو ترتيب يسمح لنا بإيجاد أهداف مشتركة والبدء بالقتال سويا. وردا على ما أعلنه بوغدانوف عن اعتزامه عقد لقاء مع وفد من المعارضة السورية، أكد الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات الدكتور رياض نعسان آغا، أنه لا علم للهيئة بأي لقاء سيتم في العاصمة القطرية اليوم (الثلاثاء) بين بوغدانوف ووفد من المعارضة السورية. وكان بوغدانوف أعلن أنه يخطط للقاء ممثلين للمعارضة السورية في الدوحة اليوم، وزيارة السعودية قريباً للالتقاء مع مسؤولين سعوديين وأعضاء في الحكومة اليمنية. من جهته، أكد كبير المفاوضين في الهيئة العليا للمفاوضات السابق، القيادي في المعارضة السورية محمد علوش، أن معركة الغوطة هي من أجل إيقاف النظام وحلفائه، مشيرا إلى أن جبهة الغوطة مشتعلة بعد أن تعرض النظام للعديد من القرى. وقال علوش في تصريحات لـ عكاظ، إنه لا بد من رد الهجوم بهجومات متكررة وخاطفة من أجل ردع النظام وحلفائه وطرده من هذه المناطق، موضحا أن المعارضة خاضت ثلاث معارك في مناطق الغوطة، بعد أن تم استخدام عنصر المفاجآة والضربات السريعة ومن ثم الحفاظ على القواعد والمقرات، دون وقوع أي خسائر تذكر. وختم بالقول إذا أراد المجتمع الدولي تحقيق الحل العادل، فعليه العمل لرحيل نظام بشار على الفور، ولجم إيران. في غضون ذلك، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة 32 من أفراد الجيش السوري الحر عند معبر أطمة على الحدود السورية ــ التركية أمس الأول (الإثنين). وأفاد بيان صادر عن الننظيم الإرهابي، أن الانتحاري (أبو اليمان الشامي) فجر سترته الناسفة بمقاتلين من فصيلي (فيلق الشام) و(نور الدين زنكي) في معبر أطمة في ريف إدلب الشمالي، وذلك لدى استعدادهم للتوجه لقتال التنظيم في ريف حلب الشمالي.