يفتح المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) اليوم أبوابه لاستقبال زواره في موسمه الـ 29 الذي يستمر حتى 28 شهر ربيع الثاني، حاملاً بين ثناياه مزيداً من التألق كعادته، وسط ترقب كبير من الزوار، وحضور دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف على المهرجان لهذا العام. وخلال 28 عاماً مضت من عمر المهرجان استطاعت خلالها وزارة الحرس الوطني أن تقدّم أجمل لوحة تراثية على أرض مساحتها أكثر من 2 مليون متر مربع، اختزلت في مضامينها تراث وعراقة ابن المملكة منذ أن توحدت أركان الوطن على يدّ الملك المؤسس، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. انطلقت بداية هذا العرس الثقافي عام 1405، ليتواصل العطاء بعد ذلك مكتسيا في كل عام حلة جديدة ورؤية متميزة يقف خلفها وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأمير متعب بن عبد الله، فقدم المهرجان سنوياً نماذج متنوعة من المشاركات والأفكار والرؤى التي عكست حرص الدولة على تطوير فعالياته، والارتقاء بمفهومه الحضاري حتى وصل إلى عام 1435. ويعد سباق الهجن من الفعاليات الأساسية في مهرجان الجنادرية، ويصل عدد المشاركين في السباق إلى نحو 1200 مشارك لكل الأشواط، بزيادة سنوية تقدر بنحو 10%. وعلى مدى 28 عاما شهدت أرض الجنادرية زيارة الملايين من محبي التراث، والراغبين في معرفة الحرف اليدوية القديمة التي وصلت إلى ما يقارب من 300 حرفة، والاستمتاع بألوان الفنون الشعبية التي تقدمها أكثر من 20 فرقة محلية، والاطلاع على معروضات أكثر من 60 جهة حكومية وخاصة، والمشاركات الخليجية التراثية، في لوحات فنية مختلفة تبرز عمق الرسالة الثقافية بين الماضي المشع والحاضر بكل تجلياته. * "ثقافيا"، نظم المهرجان ما يقارب 100 محاضرة، و265 ندوة ثقافية، و73 أمسية شعرية، شارك فيها أكثر من 5300 أديب ومفكر من داخل المملكة وخارجها، وطباعة أكثر من 400 كتابا أبزرت تاريخ المملكة وتراثها العريق. في تاريخ الجنادرية، أعلن عن انطلاقتها الأولى في 1405/7/2، قُدّمت خلالها نشاطات وبرامج متنوعة، أبرزها إنشاء قرية متكاملة للتراث ضمّت مجمعا لموروث مناطق المملكة، وسوقا تجارية، وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة استخدمها السعوديون في الماضي، الدورة 2 في 2 رجب 1406، شهدها أكثر من نصف مليون زائر خلال 14 يوما، كما نفذت اللجنة الثقافية في هذا المهرجان عدداً من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية، شارك فيها أكثر من مائة كاتب ومفكر عربي. والدورة الثالثة في 1407/7/18 استهلت بندوة عن "الموروث الشعبي في العالم العربي وعلاقته بالإبداع الفني والفكري"، وأول مسابقة للطفل السعودي تهتم بالتراث الشعبي السعودي، وإنشاء صالة للنشاطات الثقافية بمساحة ألفي متر مربع. في الدورة الرابعة 1408/8/12، فتح المجال لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للمشاركة في فعالياته، وتم عرض 60 مهنة وحرفة شعبية من مختلف مناطق المملكة، كما أقيم 23 معرضا للجهات والمؤسسات الحكومية قدمت فيه نماذج من تلك الجهات وبعض المقتنيات والتحف القديمة، وأول معرض للكتاب السعودي، شاركت فيه ست عشرة هيئة حكومية وإقليمية، و22 دار نشر سعودية، ومشاركة دولة قطر بعدد من المطبوعات، بينما ناقشت ندوته موضوع "الفن القصصي وعلاقته بالموروث الشعبي". الدورة 5 في 1 شعبان 1409، أقيم فيها لأول مرة معرض للوثائق ضم عددا من الوثائق السياسية والاجتماعية والتاريخية تبرز بوضوح جوانب من تاريخ المملكة وكفاح الملك المؤسس، في حين عقدت خلال هذه الدورة ست ندوات، وأمسيتان شعريتان ومحاضرتان. الدورة 6 في 1410/8/3 تضمنت المزيد من المشاركات الثقافية والفنية والتراثية، وعقدت خلالها ندوة بعنوان "الموروث الشعبي في العالم العربي وعلاقته بالإبداع الفكري والفني"، وحظي المهرجان بحضور مسرحي. الدورة 7 في 1412/8/9، شهدت نشاطات ثقافية وفنية وتراثية وسباقات للهجن، وندوة ثقافية عن "الموروث الشعبي وأثره على الإبداع الفكري والفني". الدورة 8 في1413/10/15، حوت العديد من الجوانب والنشاطات المسرحية والعروض الفلكلورية والندوات والمحاضرات. الدورة 9 في 1414/10/18 إقيم فيها معرض للكتاب، الدورة 10 في 21/5/1415 تضمنت مشاركات ثقافية وفنية وتراثية، وناقشت ندوته "متغيرات الوطن العربي والإسلامي"، وشاركت المرأة في نشاطاته الثقافية، وشهدت معرضا للكتاب و الوثائق والصور التي بلغت نحو 300 وثيقة وأكثر من 120 صورة. وشملت الدورة 11 في 1416/10/17، أنشطة ثقافية وندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية، وأوبريت الافتتاح والعروض الفلكلورية والرقصات الشعبية والفنون التشكيلية، وتميزت بإقامة أكبر ندوة فكرية "حول الإسلام والغرب" شارك فيها مفكرون من الغرب. والدورة 12، في 1417/10/26، تضمنت ندوات ومحاضرات، وأوبريت الافتتاح والعروض الفلكلورية والرقصات الشعبية والفنون التشكيلية، كما شاركت الفرقة الوطنية القطرية للفنون الشعبية في المهرجان لأول مرة. الدورة 13 في1418/11/6 برزت فيها العديد من النشاطات السنوية المعهودة للمهرجانات. الدورة 14 في 1419/11/6، فقد تزامنت مع مناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة على يد الملك المؤسس لتأخذ نشاطاتها بعدا تنظيميا وبرامجيا وتجهيزيا مختلفا يتواكب وحجم المناسبة، وتضمنت أوبريت "فارس التوحيد" وهو ملحمة شعرية غنائية وحدث فني استثنائي لما جسده من ملحمة الجهاد والتوحيد والبناء. الدورة 15 في 26 شوال 1420 أقيمت فيها عدة ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية أبرزها موضوع "الإسلام والشرق"، ومشاركة المرأة بالنشاط النسائي الذي أقيم على قاعات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وبرزت من هذا النشاط ندوة "المرأة المسلمة من أدبيات النهضة والتنوير.. نقد وتقويم". الدورة 16، في 1421/10/22، وتضمنت نشاطاتها برامج ثقافية وتراثية تعكس حضارة وهوية المملكة، وشهد المهرجان مشاركة مملكة البحرين بمتحف داخل السوق الشعبي، ومشاركة دولة قطر في مقهى يمثل الحياة البحرية، وكذلك بيت من الشعر يمثل حياة البادية القطرية، ومعرض للكتاب شاركت فيه 22 جهة حكومية وأهلية ومؤسسات تعليمية وعلمية. الدورة 17 في 9 ذي القعـدة 1422، كانت أبرز الأنشطة الثقافية محاضرة للأمير سلمان بن عبدالعزيز، بعنوان «خادم الحرمين الشريفين والقضية الفلسطينية»، وأخرى الدكتور عمرو موسى، عن «الجامعة العربية: رؤية مستقبلية»، وندوات بعنوان «فلسطين: الإنسان والأرض» و«العولمة: رؤية إسلامية»، و«قضية فلسطين: فلسطين والإعلام الغربي»، و«مشكلات المياه في المستقبل»، و«الإبداع في الأدب»، و«موقف الإسلام من الإرهاب»، إضافة إلى مشاركة 200 حرفة وصناعة يدوية من داخل المملكة وسلطنة عُمان. الدورة 18 في 5 ذي القعدة 1423 تم فيها تكريم عدد من رجال الأعمال لتميزهم وإسهاماتهم في خدمة وطنهم وهم: الأمير عبدالله الفيصل، والأديب أحمد بن على المبارك، واشتمل حفل افتتاح المهرجان على أوبريت "خيول الفجر".