بعد سباق شاق وعسير، شعرت بخيبة أمل كبيرة مؤخرا لخسارتي الانتخابات التمهيدية لتمثيل المقاطعة الأولى والكبيرة في ولاية كانساس في الكونغرس. كان تمثيل مواطني كانساس بالنسبة لي من دواعي عظيم الشرف. وأود منهم أنهم – وغيرهم من المواطنين في أنحاء الولايات المتحدة – أن يصغوا لإنذاري وتحذيري. يشعر المواطنون الأميركيون بالإحباط لما يشاهدونه في الكابيتول هيل: فالمخضرمون من السياسيين تهيمن عليهم جماعات المصالح الخاصة. ولكن لماذا هناك عدد قليل للغاية من المسؤولين المنتخبين مستعدون للتصويت وبقوة للحد من الإنفاق الحكومي، والتعامل مع الدين العام الهائل، ومحاولة تأمين الحدود، وإيقاف تدفق اللاجئين غير المتحقق من هوياتهم إلى داخل الولايات المتحدة، وهلم جرا؟ إنهم يخشون أن تسحقهم نخبة واشنطن من العمالقة والأثرياء. عندما وقع الاختيار عليَّ للترشح كعضو في الكونغرس بواسطة الحزب الجمهوري المحافظ في عام 2010، التزمت حيال عائلتي وحيال ولاية كانساس ألا أكون عبدا من عبيد العاصمة واشنطن، وأنني سوف أصوت وبقوة، وأنني سوف أقف في صف حزبي كلما لزم الأمر. لقد حاربت بضراوة من أجل حكومة أميركية مسؤولة، ومنفتحة، ومحدودة السلطات. وبالنسبة لهذه الغاية، تعرضت للعقاب من قبل قيادة حزبي، عندما رفضت تأييد الإنفاق الحكومي الموسع والاقتراض الذي يعكس أولويات الرئيس أوباما أكثر مما يعكس أولويات المحافظين. وفي واشنطن، يبدو أن الالتزام بالوعود يخلق لك الكثير من العداوات – وخصوصا في دوائر الحزب الجمهوري. وفي حالتي، كان أصحاب المليارات، الذين مولوا الإعلانات الانتخابية التي ساعدت هيلاري كلينتون على الفوز في ولاية أيوا، يعملون ضدي – ولقد وضعوا ما يقرب من مليون دولار كاملة للهجوم عليَّ وتأييد خصمي. وكانت إحدى لجان العمل السياسي المعروفة باسم «صندوق إيقاف الإنفاق» – والتي تخفت تحت عباءة منظمة حكومية صغيرة ويجري تمويلها بواسطة الأثرياء الكبار في الحزب الجمهوري – كانت تعمل ضدي على طول الخط ولعدة شهور، على الرغم من سجلي القوي حول السياسة المالية، بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك لجنة أخرى للعمل السياسي تدعى «القيادة القوية لأميركا» قد أنفقت ما يقرب من 300 ألف دولار للعمل ضدي. واعتمد خصومي على معلومات كاذبة ومضللة في هجومهم عليّ. فمنذ اليوم الأول، حاولوا الزعم بأني لا أستطيع تمثيل المصالح الزراعية لولاية كانساس بصورة مناسبة وجيدة، حيث إنه تم فصلي من اللجنة الزراعية لمجلس النواب بواسطة رئيس المجلس جون بوينر (جمهوري من ولاية أوهايو)، على الرغم من حقيقة مفادها أنني أمثل الجيل الخامس لعائلة من المزارعين. وحتى غرفة التجارة الأميركية انضمت للهجوم عليّ حتى النهاية. وليس ذلك مستغربا: فأولويات الغرفة الرئيسية تشمل تمرير العفو عن ملايين الدولارات بصورة غير قانونية في هذا البلد، والحفاظ بأي طريقة على بنك التصدير والاستيراد التابع لها على قيد الحياة، والمحافظة كذلك على تشريع مؤيد لمكتب ضرائب الدخل الأميركي الذي تستفيد منه كبريات الشركات على حساب المشروعات الأميركية الصغيرة. يأتي الكثير من النواب إلى واشنطن ويذهبون فقط من أجل التملق والتزلف للكبار. وأولئك الأشخاص من المؤيدين التلقائيين لقيادة الحزب، وجماعات المصالح الخاصة بصرف النظر تماما عن مقدار سوء السياسات التي يؤيدونها وتأثيرها على المناطق التي يمثلونها في الكونغرس – وعلى البلاد بأسرها كذلك. والنتيجة كانت حدودا غير مؤمنة، وإنفاقا حكوميا غير مقيد، ودينا عاما بلغ 19.5 تريليون دولار. يحدوني الأمل أن سكان المقاطعة الأولى من ولاية كانساس، وكافة أطياف الشعب الأميركي، يعملون على محاسبة نوابهم، ويتذكرون أن الكونغرس ينتمي إليهم وليس إلى جماعات المصالح الخاصة، التي اشترت الانتخابات التمهيدية الحالية. كما يحدوني الأمل كذلك ألا تردع خسارتي في الانتخابات غيري من النواب المحافظين من أصحاب المبادئ من التصويت وفقا لضمائرهم في الكونغرس، والتزام المسؤولية تجاه الناس، وليس تجاه نخبة واشنطن التي تسعى لتدمير بلادنا. * خدمة: «واشنطن بوست» * نائب جمهوري في الكونغرس يمثل المقاطعة الأولى من ولاية كانساس