"على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، كلمات خلدت فلسطين، كما خلدت قائلها الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي حفر التاريخ بأعماله وتغنت الألحان بأبياته الشعرية. صمدت أشعاره وستصمد في وجه الأمواج ليبقى رمزاً من رموز التاريخ العربي، بعد أن رفع اسم فلسطين في القلوب قبل المحافل الدولية. مع حلول الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر محمود درويش عملاق الشعر الفلسطيني الذي ولد في عام 1941 هي الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر عن هذه الأرض احتفى الفلسطينيون بطرق مختلفة بالشاعر العظيم الذين وصفهم بأنهم يستحقون الحياة. فوصفه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه "عاشق فلسطين ورائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء". وكيف لا ترثيه فلسطين وهو يعتبر من عمالقة الشعر في الوطن العربي الذين أبهروا العالم بكلماته التي تتراص في أبيات شعر موسيقية، فقد هز سكون العالم تجاه فلسطين ونهض بالقضية من خلال إشعاره مازجاً هموم بلده بالحبيبة الأنثى. كانت أول قصائد محمود درويش عندما كان طالباً في المدرسة الابتدائية ومن أبرز قصائده "سجل أنا عربي" و"وطني ليس حقيبة" و"أنا لست مسافراً" و"لا تعتذر عما فعلت". كليب الفنان محمد الديري أحد أشكال الاحتفال المميزة كان الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد الديري الذي احتفى بدرويش بطريقة، تؤكد أن الفن الفلسطيني حي يلامس الواقع والقضية. يعشق الفنان التشكيلي محمد الديري الشاعر محمود درويش ويعتبره أسطورة الفن الأدبي وأنه يجب على الجميع يتعلم منه لكي يحقق بعض من إنجازات هذا العملاق الكبير. قام الفنان الديري بطرح كليب فني تشكيلي فريد، في ذكرى رحيل درويش، حيث قدم فكرة مختلفة وفي مكان يلامس واقع قطاع غزة الذي عانى من العدوان. وشرح الديري لـ"هافينغتون بوست عربي" فكرة هذا الكليب قائلاً "أنا من عشاق الشاعر محمود درويش ويلازمني في جميع الحفلات التي أشارك بها ولا بد أن أرسمه لذلك فكرت أن أقدم شيئاً مختلفاً في ذكرى وفاته، وكانت الفكرة تراودني منذ أكثر من شهرين". ويضيف قائلاً "كنت أفكر بمكان مناسب وفكرة جديدة أحيي بها هذه اللوحة إلى حين أن استقريت في هذا المكان المهدم لكي أنفذ فكرة الكليب، وهذا كله بمجهود شخصي مني وعلى نفقتي الخاصة، كما بادر صديقي المخرج نضال البرعي بتصوير الكليب والذي استغرق مدة أسبوع لتجهيزه بشكل نهائي". فكرة الكليب حمل الكليب مقولة الشاعر محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، حيث اختار الفنان التشكيلي مكاناً مهدماً خلال الحرب وأصبح كل شيء فيه تالفاً، لكي يرسم بداخله صورة للشاعر محمود درويش. وبهذه الطريقة أحيا الفنان التشكيلي المكان المحطم مستخدماً أدوات الرسم من ألوان، مادة السبريه والنار، بالإضافة إلى اللون السائل الأسود". الأدوات المستخدمة في الرسم عرف الفنان التشكيلي محمد الديري بتنوع استخدامه لأدوات الرسم من بينها النار والمادة الملونة وغيرها. وعن المواد التي استخدمها يقول لـ"هافينغتون بوست عربي": في هذه اللوحة استخدمت النار بشكل كبير لكي أظهر اللوحة وتكون جميلة ممزوجة بموسيقى معبرة واختتم الكليب بأبيات شعر لمحمود درويش".