علي القحطاني ( صدى ) : أكد الكاتب الدكتور محمد الهرفي أنه ليس من حق وزارة الشؤون الإسلامية، ولا أي وزارة أخرى متابعة موظفيها، خارج الدوام، لافتا في تصريح لـ”عكاظ اليوم” إلى أنها مسؤولة عنهم فقط أثناء الدوام، وفي طبيعة أعمالهم، أما خارج العمل، فهناك جهات أخرى تتابع هؤلاء إذا صدرت منهم أخطاء توجب المساءلة والمحاسبة. ويأتي ذلك تعليقا على تصريحات صحفية لوكيل وزارة الشؤون الإسلامية الدكتور توفيق السديري كشف فيها عن رصد الوزارة لمشاركات خطبائها ودعاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمراقبتها وتدقيقها. وقال الهرفي إن وزارة الشؤون الإسلامية بالنسبة للخطباء، ووزارة التعليم بالنسبة للمدرسين، والتعليم العالي بالنسبة لأساتذة الجامعات، تنحصر مهامهن عادة في دائرة العمل، فلوزارة الشؤون الإسلامية أن تنظر هل الخطيب قام بواجبه، أم لا؟ هل أخطأ في الخطبة؟ إلى آخره، ففي هذه للقضايا للوزارة الحق في أن تتابع خطباءها. وأضاف أما متابعة ما يكتبه هؤلاء خارج نطاق الوظيفة، سواء في الصحافة، أو في تويتر، أو في أية وسيلة أخرى، فهو تجاوز، وليس من حق الوزارات فرض ذلك على الإطلاق، لأنه كما قلت هناك جهات أخرى وظيفتها متابعة الموظف خارج نطاق العمل، مثل القضاء، ووزارة الداخلية، فالمتضرر مما يكتبه الموظف يتواصل مع هذه الجهات، إذ أن هذه طبيعة عملها. وأشار الهرفي إلى أن متابعة الوزارات لموظفيها خارج أعمالهم، فيه نوع من التضييق، كما أنه يسيء إلى صورة هذه الوزارات، مبينا أنه من الأفضل للوزارة أن تهتم بمساجدها، وخطبائها ليكونوا على مستوى الأحداث وعلى مستوى ما يجري لتوعية الناس عما هو حاصل الآن، أما تجاوز ذلك فأعتقد أنه نقص، وليس زيادة. وكان وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد، توفيق السديري، قال إن وزارته ترصد مشاركات الخطباء والدعاة في مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن لديها آلية لمحاسبة المتجاوزين تبدأ بالمناصحة وكتابة التعهد، وتصل إلى الفصل النهائي. وأضاف السديري، بأن المشاركات المرصودة للخطباء والدعاة خاصة في “تويتر”، فضحت عقليات بعضهم وكشفت ما يكنه البعض الآخر في صدورهم، حسب تعبيره. ودعا السديري، الخطباء والدعاة المشاركين في وسائل التواصل الاجتماعي إلى التزام الحياد الوظيفي، معتبراً المشاركة في حد ذاتها ليست مشكلة، إنما المشكلة في كيفية استخدام هذه المواقع، مستدركاً بأن المخالفات المرصودة لا تعد “ظاهرة” مقارنة بأعداد الدعاة