تتطلع كوريا الجنوبية إلى توسيع نطاق استخدام الحشرات كمصدر للدخل من خلال التشجيع على مزيد من الاستهلاك والانضمام إلى اتجاه عالمي يشهد زيادة الاهتمام بالحشرات، بوصفها طعاما مغذيا وصديقا للبيئة، ولتحقيق ذلك تسعى الحكومة لجعل الناس أكثر ارتياحا لفكرة تناول الصراصير ودود الدقيق، التي يتم تجفيفها وطحنها أو استخلاص الزيوت والبروتين، منها لاستخدامها في أطعمة متنوعة، بدءا من البوظة (الآيس كريم) وانتهاء بالنقانق. وقال كيم يونج ووك الرئيس التنفيذي لشركة (كوريان إديبل إنسكت لابوراتوري) الخاصة والتي يعني اسمها (المختبر الكوري للحشرات المأكولة) إن العامل الأساسي لاجتذاب الزبائن المترددين هو طريقة التقديم. وقال في لقاء لتذوق الأطعمة نظمته وزارة الزراعة هذا الأسبوع «إذا تذوق الناس الأطعمة بعد تكوين انطباع مبدئي جيد ووجدوها لذيذة.. انتهى الأمر، لأن المذاق يتحدث عن نفسه». وبلغ حجم صناعة الحشرات في كوريا الجنوبية 304 مليارات وون (278 مليون دولار) العام الماضي، أي نحو مثلي حجمها في عام 2011، وإن كان حجم استخدام الحشرات كغذاء للبشر قد بلغ ستة مليارات وون فقط من هذا المبلغ في حين جاء الباقي من استخدامات أخرى مثل علف الحيوانات. وتريد الحكومة أن توسع نطاق هذا القطاع ليبلغ حجمه 530 مليار وون بحلول عام 2020 وأن تمثل الحشرات المستخدمة في غذاء البشر نحو الخمس وارتفع عدد المزارع المنتجة للحشرات إلى 724 مزرعة العام الماضي من 256 مزرعة في 2011. وتقول منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) إن الحشرات يمكن أن تكون مصدرا غنيا للدهون والبروتين والفيتامينات والألياف والمعادن. وتشير إلى أن تركيبة الحمض الدهني غير المشبع (أوميجا-3) وستة أحماض دهنية في دودة الدقيق لا تقل عن النسبة الموجودة في الأسماك وأعلى من نسبتها في اللحوم الحمراء. وتقول المنظمة الدولية إن ما لا يقل عن ملياري شخص على مستوى العالم يأكلون الحشرات وإن أكثر من 1900نوع يستخدم في الغذاء وإن هذا الاستخدام يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في الأمن الغذائي وحماية البيئة. وتحتاج الحشرات إلى مساحة من الأرض وكمية من المياه أقل مما تحتاجه الماشية. ويربي كيم جونج الحشرات منذ عام 2000 لاستخدامها في علف الحيوانات وبدأ زراعة دود الدقيق والصراصير لغذاء البشر في 2013. قال «فيما مضى كان الناس يبدون امتعاضا من فكرة تناول الحشرات. لكن يتزايد الآن عدد من يؤمنون بالفكرة».