كنا ننتظرها من (الفيصل) منذ الإرهاصات الأولى لولادة سوق عكاظ، كنا ننتظر أن يصرح بها انتظرناها من أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل عشر دورات ليعلنها: إنشاء الطائف الجديد. حيث صرح الأمير خالد الفيصل في ندوة سوق عكاظ يوم الأربعاء الماضي قال: إن هذه المشاريع الثلاث ستكون نواة مخطط الطائف الجديد، الذي وضعت له دراسة كاملة لربطه بالطائف القديم وربطه أيضا بالهدا والشفا وضمها جميعا لتكون طائف المستقبل. (جريدة الجزيرة يوم أول أمس الخميس). أما لماذا انتظرنا هذا القرار من قيادة الدولة أو أمير مكة المكرمة أو وزارات الدولة: البلديات، المالية، التخطيط. فلأن الطائف يملك المقوم والميزة الدينية والجغرافية والتاريخية والسكانية والبيئية والاقتصادية والسياحية يؤهلها لأن تعيد بناء نفسها برؤية جديدة، فهي تملك مخزون من الخيارات التي قد لا تتوفر بمدن المملكة، ممتلكات ومقومات الطائف تجعلها قابلة للتحديث وإنشاء أكثر من طائف جديد: أولاً: العامل الديني، فالطائف أقرب المدن مع جدة إلى مكة المكرمة التي يفد إلى مكة المكرمة ملايين الحجاج والمعتمرين والزوار سنوياً، وهذا يجعلها مدينة محورية طوال العام. ثانياً: العامل التاريخي، تعد الطائف مدينة تاريخية ارتبطت مع السيرة النبوية بداية الدعوة الإسلامية وتاريخ الرسول الأعظم، وشكلت مع مدن وقبائل الجزيرة العربية الجسد الذي قامت عليه الدعوة النبوية والخلافة الراشدة، وكان لأهل الطائف دوراً كبيراً في الفتوحات الإسلامية وقيادة الجيوش في دول الخلافات الإسلامية، ونقل ونشر الرسالة النبوية وتبليغها لأمم العالم. ثالثاً: عامل السكان، تميزت الطائف عن باقي مدن المملكة أنها تحولت بسبب الظرف الديني وقيام الخلافة الإسلامية إلى ملتقى قبائل عربية كبيرة أتصفت بالقوة والتعداد وامتلاكها السجل الحضاري التاريخي العميق، حيث التقت في مدينة الطائف قبائل الطائف نفسها، وقبائل غرب الحجاز، وقبائل جنوب المملكة، وقبائل نجد وسط المملكة، وامتزجت هذه التوليفة والتألف السكاني في مكون الطائف وصاغته بهذه الشخصية الجادة وجعلت للطائف سمة وثقافة مميزة. رابعاً: العامل الجغرافي، تقع الطائف بين بيئات جغرافية متنوعة، واقعة بين نهايات جبل السروات وبدايات جبال الحجاز وشرقها هضاب نجد وغربها سهل تهامة والبحر الأحمر وهذا المكون الجغرافي جاذبا للاستثمار، فالطائف اتصف بالجمع بين بيئات طبيعية متباينة زادت من أهميته الاقتصادية والمقومات المالية في استثمارات البنية الجيولوجية والطبوغرافية من جبال تعدين لأنواع المعادن الثمينة (الصلبة)، وأودية لخزن مياه الأمطار وبناء السدود، وغابات طبيعية تعيش على مياه الأمطار ومياه الشقوق العذبة.