×
محافظة المنطقة الشرقية

الصحة تشدد إجراءاتها الوقائية خلال موسم الحج لمنع وفادة الأمراض المعدية

صورة الخبر

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلا قِبَل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما عندك يا ثمامة؟». فقال: عندي خيرٌ يا محمَّدُ! ان تقتلني تقتل ذا دمٍ، وان تنعم تنعم على شاكر، وان كنت تريد المال فسل منه ما شئت. فترك حتى كان الغد ثم قال له: «ما عندك يا ثمامة؟». قال: ما قلت لك ان تنعم تنعم على شاكر! فتركه حتى كان بعد الغد فقال: «ما عندك يا ثمامة؟». فقال عندي ما قلت لك! فقال: «أطلقوا ثمامة». فانطلق إلى نجل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله! يا محمد! والله، ما كان على الارض وجه ابغض إلي من وجهك، فقد اصبح وجهك احب الوجوه اليّ، والله ما كان من دين ابغض اليّ من دينك، فاصبح دينك احب الدين اليّ، والله ما كان من بلد ابغض اليّ من بلدك، فاصبح بلدك احب البلاد اليّ. وان خيلك اخذتني، وانا اريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وامره ان يعتمر فلما قدم مكة، قال له قائل: صبوت؟! قال: لا، ولكن اسلمت مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - (البخاري: 4024). حول القصة كانت سرية محمد بن مسلمة - رضي الله عنه - هي اول عمل عسكري بعد غزوة الاحزاب وقريظة، وقد تحركت هذه السرية (في المحرم من العام السادس للهجرة) في مهمة عسكرية ضد بني القرطاء في ارض نجد... وفي طريق عودة السرية، تم اسر ثمامة بن أثال الحنفي سيد بني حنيفة، والصحابة لا يعرفونه، فقدموا به المدينة وربطوه بسارية من سواري المسجد، فلما خرج إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أتدرون من أخذتم؟ هذا ثمامة بن أثال الحنفي، أحسنوا إساره» (ابن هشام 2/‏638) ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله، فقال لهم: «اجمعوا ما كان عندكم من طعام فابعثوا به إليه»... وقد أمر - صلوات الله وسلامه عليه - بلقحته - أي ناقته - أن يشرب ثمامة من حليبها. ومازال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتودد إليه ويتردد عليه، ويدعوه إلى الإسلام، ثم أمر أصحابه بفك أسر ثمامة.فذهب ثمامة من تلقاء نفسه إلى نخل قريب من المسجد النبوي - ولم يذهب إلى اهله - ومن تلقاء نفسه - ايضا- اغتسل غُسل المسلمين، فلقد هزته الاخلاق المحمدية هزا عنيفا، فملكت عليه زمام قلبه، وأسرته في أسر جديد! بيد ان هذا الأسر عن طواعية. ثم قدم إلى المسجد هذه المرة على قدم وساق، في حبرة وسرور، قد هطلت على وجهه مزنة الايمان، وتهللت أساريره بشاشة ووضاءة، واذا به ينطق كلمات ما أجملها! صدّرها بشهادة التوحيد، وثناها بكلمة حق، واعقبها بكلمة حب، وختمها باستئذان، فقد قصد العمرة، وكأنما هو جندي من اجناد الدعوة الاسلامية في عشية او ضحاها، فأذن له قائده الذي أسره مرتين! رهبا ثم رغبا، ثم علمه أستاذه صفة العمرة على منهج التوحيد، ولقنه التلبية خالية من الشرك، ناقية طيبة. وانتشر خبر اسلام ثمامة، سيد اليمامة، فلما قدم مكة، عيره قرشي قائلا: أصبوت؟! اي اكفرت بدين الآباء؟! فقال - قولة من أُطعم غضارة الايمان-: «لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم». وهكذا يعلن هويته بين ظهراني قريش - فهو السيد القوي صاحب العزيمة - ويعتز بدينه، ويفتخر بعقيدته، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. ثم يأخذ قراره، ويعلن موقف اليمامة المسلمة، من قريش الجائرة: «لا، والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم». فهي المقاطعة لمن حاد الله ورسوله... المقاطعة لمن عذبوا المسلمين وحاربوهم... فقد أيقن ثمامة أن واضع المعروف في غير أهله، كالزراع في السبخ، وأن التعاون التجاري أولى به قبائل أخرى ذات أخلاق سجية. لقد لقنهم ثمامة الدرس، وأصاب المفصل فيهم، وشل اقتصادهم، حتى أصابهم الضنك والضجر، فأرسل وجهاء قريش إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة ليخلي لهم حمل الطعام.