الوظيفة في أي مستشفى سواء كان حكوميا أو خاصا، مدنيا أو عسكريا، لا تعني كسب رزق فقط، لتعيش وتصرف على نفسك ومن تعول، بل تعني الكثير من العمل الإنساني النبيل الشريف، فالواجب أن تحمد الله رب العالمين أن مَنّ عليك بإتاحة هذه الفرصة لك دون غيرك بالانضمام إلى العمل في مستشفى. إن المستشفيات هي المكان الوحيد الذي يحتضن المحطة الأولى في الحياة (غُرف الولادة والمخاض)، والمحطة الأخيرة فيها (ثلاجة الموتى)، فقليل من يدرك وجود هذه المقارنة بينهما ووجودها تحت سقف واحد.. . لذا فجميع الأقسام الطبية الأخرى عبارة عن محطات لمراحل علاجية سخرها الخالق أن تكون سبباً لاستمرارية عجلة الحياة. فمن هذا الإطار يجب على كل منسوبي المستشفيات إدراك حجم أعمالهم وإنفاذها بإتقان دون الخوف من أي جهة رقابية، والتظاهر أمامها بالإتقان، فالله عز وجل خير رقيب وهو عليم خبير بما ينوي أو يصنع، وغاية كل صنيع مكتوبة سواء أتقن عمله أو لم يتقنه، فيكفي هنا أن حُسن صنيعه يُثاب عليه من الأجر عند رب العالمين، إضافة إلى جزائه في الدنيا والممثلة في راتبه الشهري، فلنعمل بإخلاص وتفانٍ في تقديم رعاية صحية نُتوج عليها في الدنيا والآخرة. وليد الرياني