حسام محمد (القاهرة) انتشرت مئات الإعلانات على القنوات الفضائية العربية حول قراءة الطالع والنجوم والأبراج وبدأ المنجمون تكوين اتحادات في مختلف البلدان، يروجون لأنشطتهم مستعينين ببعض الأحاديث النبوية التي يلوون كلماتها ليخدعوا المشاهدين الذين يلجؤون لهم ظناً منهم أن هؤلاء الدجالين يحققون لهم السعادة والشفاء والرزق، بل أصبح هناك من يزعم قدرته على جلب الحبيب أو الطليق وجعله كالخاتم في أصبع الآخر. ويقول الدكتور محمد كمال إمام عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن الأمة الإسلامية أصيبت بداء عضال في الفترة الأخيرة وهو السماح للفضائيات ببث إعلانات قراءة الطالع والتنبؤ بالمستقبل وتغييره في بعض الأحيان وكل هذا هدفه تغييب المسلمين عن واقعهم ومنعهم من بذل الجهد لتحقيق المستقبل المنشود الذي يرغبون فيه، فالإنسان الذي يذهب للعراف أو الكاهن أو يتصل به هاتفياً سوف يركن لما سيقوله له، فلو كان خيراً سينتظره ولن يبذل جهداً لتحقيقه ولو كان شراً سيركن إلى اليأس منتظراً السوء، والمسلم الذي يقصد هؤلاء نسي قوله تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ...)، «سورة النمل: الآية 56»، ونسي أيضاً أن سؤال الكهان ومدعي معرفة الغيب بقراءة الفنجان أو النظر في النجوم أو قراءة الكف أو الضرب بالرمل والودع ونحو ذلك كل هذا محرّم ومن الكبائر، لأن علم الغيب من خصوصيات الله تبارك وتعالى وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً»، وقال: «من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد». مواجهة الظاهرة وأوضح أنه لا بد أن يعمل المسلم عقله كي لا ينخدع بهؤلاء الذين يزعمون قدرتهم إعادة الضال أو المسروقات أو الزوج الذي هجر زوجته، فمثلاً إذا كان المنجم يعرف كيف يقرأ المستقبل فلماذا لم يقرأ مستقبله الشخصي ويعمل على تغييره بحيث يكون واقعه أفضل ولماذا نرى معظم هؤلاء الدجالين في السجون في النهاية، ولابد أن يعي كل مسلم أن التنجيم مرفوض رفضاً تاماً في الإسلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد»، وقال أيضاً: «أخاف على أمتي من بعدي خصلتين، تكذيباً بالقدر، وتصديقاً بالنجوم». وحول كيفية مواجهة تلك الظاهرة السلبية يقول الدكتور كمال إمام: لابد أن ننشر الوعي الديني الحقيقي بحيث يدرك الشباب والشابات وكل المسلمين أن الانسياق وراء الأبراج يوقع الكثير في براثن الدجالين والمشعوذين الذين يدعون معرفتهم بعلم الغيب. ... المزيد