في أرشيف فادي حداد أغنيات مصورة حقق من خلالها نجاحاً وشهرة، آخرها كليب نجوى كرم «يخرب بيتك» ويحضّر أعمالاً أخرى تبصر النور قريباً. في حديث له أكد المخرج فادي حداد أنه استمتع بالتعاون مع نجوى كرم ووصفها بالفنانة الاستثنائية، وقال: «جمعتني مع نجوى أعمال كثيرة ولا أبالغ إن اعتبرت كليب «يخرب بيتك» الأعزّ على قلبي كما على قلب الجمهور الذي تفاعل معه إلى حدّ كبير، فهو مستوحى من الواقع المعاش ويحمل في طياته رسائل ومعاني إنسانية جميلة جداً وحقيقية تدخل الفرح إلى كل منزل حزين». يفتخر حداد بصداقته بكرم ويعتبرها وجهاً مشرفاً للفن اللبناني والعربي أينما حلّت وقال في هذا الإطار: {بتّ أعرف طريقة تفكيرها وذوقها وعمّا تبحث عنه، هي وجمهورها، فهي تفضّل عدم التغيير كثيراً في الأسلوب والإطلالة. برأيي لو لم نترك انطباعاً جميلا لدى الجمهور عبر تقديم صورة فنيّة جميلة وجديدة، لما استمرينا معاً طوال هذه الأعوام. مهنية وموهبة لا يجد حداد مشكلة في التعاون مع نجوم مبتدئين في حال وجد موهبة لديهم، بالنسبة إله، ظهور جيل جديد من الفنانين أمر طبيعي وضروري وقال: {أعمل على دعم شخص مبتدئ يملك صوتاً جميلاً، من خلال تقديمه بصورة جيدة للناس، وفي حال كان ذكياً واجتهد على نفسه لا بدّ من أن يحقق النجومية في سنوات قليلة». في هذا السياق صوّر حداد أخيراً كليباً للفنان السوري الشاب زكريا، واصفاً إياه بأنه يمتلك صوتاً جميلاً ويتوقع له مستقبلاً فنياً باهراً. يصف حداد الكليب الأخير الذي صوره لشذى حسون بالجميل الذي يشبه شخصيتها ويتضمن أجواء فرح وسعادة، وقائم على مشاهد تمثيلية أكثر منها راقصة وقال: {أصرّ على أن تكون صورة أي فنان أتعامل معه مختلفة عن الآخر وأعمل على إعطاء كل شخص ما يليق به وما يخدم فكرة الأغنية، ليس الهدف من الأغنيات المصورة «الصعود إلى القمر» بل تقديم فكرة «مهضومة» يحبها الناس»، حول رأيه بالقدرات التمثيلية عند حسون قال: {تجيد التمثيل وتعرف كيف تسرق الكاميرا، من هنا أشجعها على المشاركة في الأعمال الدرامية». يضيف أن مخرج الكليب قادر على تمييز ما إذا كان فنان ما يتمتع بموهبة التمثيل أم لا، وذلك رغم اقتصار فترة تصوير الكليب على يومين أو ثلاثة، “بصراحة، لم يحقق كل الفنانين الذين توجّهوا إلى التمثيل نجاحاً، لأن التمثيل أساساً موهبة تخلق معنا وليست مكتسبة، فضلا عن أنه يحتاج إلى صمود وساعات طوال من التحضير والتصوير بين الحفظ والاستعداد للدور، وقد تمتدّ هذه الساعات من الفجر حتّى النجر، فيما يكون الفنان مكرّماً في أثناء تصوير الكليب، لأن أداءه يقتصر على بعض الرقص والحركات واللقطات، لذا لا يستطيع كل الفنانين الذين توّجهوا إلى التمثيل الصمود في هكذا ظروف. رقم واحد لا يحب حداد تصنيفه بالرقم واحد بين المخرجين بل يفضل ترك أعماله تتحدث عنه. أشار إلى أنه ورغم عمله في الوسط الفنّي، هو بعيد كل البعد عن الزواريب الفنية وما يحدث فيها من خلافات وحروب وأضاف: “يعلم الجميع أخلاقي في التعامل مع الناس ومن يتعاون معي، يكون على ثقة تامّة أنه سيظهر بشكل راق وجميل خصوصاً أني “لا ألبس أحداً ثوباً غير ثوبه” وهذا سر نجاحي في المصلحة، لا أخاطر بأي فنان بل أبحث عما يحبه الجمهور ويريده، الكليب أحياناً يؤذي الفنان ونجوميته في حال لم يحمل المعايير المطلوبة، أعرف بعض النجوم، من دون ذكر أسمائهم، قدموا كليبات يندمون عليها ويتمنون لو يستطيعون إلغاءها من أرشيفهم”. تحدث حداد عن أن الكليب يتمحور أحياناً حول قصة قصيرة وأحياناً أخرى يقتصر على مشاهد استعراضية، ويتم تحديد هذا الإطار وفق طبيعة الفنان وجوّه وأغنيته وتابع: {اقتصر مثلاً كليب رامي عيّاش «يلا نرقص» على الرقص وحقق نجاحاً كبيراً. مثلما حقق في السابق كليب وائل جسّار «غريبة الناس» نجاحاً ساحقاً بفضل صورته الدرامية التي قدّمناها. لذا يعود هذا القرار إلى المخرج ورؤيته للأغنية والجمهور الذي تتوجه إليه، واضعاً نصب عينيه كيفية المساهمة أكثر في انتشار الفنان وأغانيه. عناصر درامية متكاملة فيما يتعلق بالإخراج الدرامي المميز قال حداد في أحد حواراته الصحافية إن أي مسلسل يريد تحقيق النجاح، يجب أن تكون عناصره مكتملة لناحية «الكادر» الجميل والإضاءة وحركة الكاميرا، وحفظ الممثل للنص، والكاتب القوي»، وانتقد المسلسلات اللبنانية المأخوذة من أفلام أميركية وأجنبية وأوضح: «من المعيب أن يضع الكاتب اسمه على عمل مأخوذ من عمل أجنبي وليس من المنطق أن يأتوا بفيلم مدته ساعة ونصف ويقدموه بثلاثين حلقة، المشكلة أن بعض الكتاب يقدمون تنازلات لتأمين لقمة العيش وغيرها من الأمور في ظلّ الأوضاع الصعبة التي نعيشها، لكن هذا الأمر سيضر بهم والتاريح لن يرحم. حول مسلسل «مش أنا» الذي عرض في رمضان 2016 اعتبر أن نجاحه يعود إلى النص الجيد رغم امكاناته الإنتاجية الضئيلة، وأضاف: {النص خطير لذلك دخل قلوب الناس من دون استئذان على عكس بعض الأعمال الدرامية التي قدمت في رمضان الفائت وكانت مهزلة بحدّ ذاتها».