• ما ذكره الدكتور مروان المعشر في سياق حديثه بإحدى الندوات من أن المرأة في الأردن لم تحصل على أدنى نسبة من حقوقها نسبةً مع غيرها في الدول الأخرى غير دقيق ويجانب الحقيقة. ومتجاهلاً أن لكل أمةٍ ثقافتها الخاصة بها وأن ثقافتنا في هذا الوطن يجب أن تنبثق من الثوابت الدينية والأعراف الاجتماعية وأن الله جلّ جلاله عندما خلق الذكر والأنثى لم يساوِ بينهما بالواجبات والحقوق وإنما جعل لكل منهما منهج عمل وسبيل حياة. • إلا أنه ورغم كلّ ذلك فإن المرأة في هذا الحمى الغالي وصلت إلى كافة المواقع والمناصب وبأعداد ومواقع مبالغ فيها نسبةً لحجم العمل والكثافة السكانية ومقارنةً مع وضع المرأة في الدول الأخرى حيث لا يكاد يخلو أي مرفق من مرافق الدولة الأردنية إلا وفيه العديد من العنصر النسائي حتى أن بعض الترهل الإداري في معظم مؤسسات الدولة سببه الأعداد الزائدة والمبالغ فيها عندما نشاهد لدى مراجعتنا لتلك الدوائر وهنّ يقلبن صفحات الفيسبوك وغيره الكثير من أعمال التسلية وعلى حساب وقت الوظيفة العامة التي تعتبر أمانة وتكليف وليس تسلية وتشريف. وبالمقابل هنالك آلاف الشباب المتعطلين عن العمل. • أتمنى على الساعين إلى فرض المزيد من الأجندات الأجنبية. أن ينظروا إلى وضع المرأة في الدول التي يحاولون فرض بعض أجندتها على مجتمعاتنا ونساء دولهم تقف جنباً إلى جنب مع الجندي في الدول البعيدة عن أهلها وذويها مسافة قارات وفي ظروف شديدة القسوة أمنياً. ثقافياً. اجتماعياً. إنسانياً ومناخياً. كما تقوم بأعمال في بلدها يصعب على بعض الرجال القيام بها. بالإضافة لما تعاني من التفكك الأسري وغياب الحنانٍ والعطفٍ الأبوي. • أما ما ذكره الدكتور المعشر عن تدني مخرجات التربية فإن سببه تلك الأجندات التي ينادي بها عندما جرى فرض بعضها على الجهاز التربوي بحجة كان ظاهرها ما يسمى بالوسائل التربوية الحديثة وحقوق المرأة والطفل والإنسان. بينما ثبت أن واقعها أدى إلى الفتنة والفلتان والتسيب والإهمال وسلخ الجسم التربوي عن التربية والتي يسعى معالي وزير التربية والتعليم مشكوراً وبدعم من لدن جلالة قائد الوطن حفظه الله ورعاه لإعادة العملية التربوية إلى مكانتها وألقها. • كان الأولى المطالبة بتحصين المجتمع ضد تلك الأجندات التي لا يمكن لمصدّريها أن يريدوا لأوطاننا الأمن والإستقرار ولا لشعوبنا النموّ والتقدّم والإزدهار. كذلك نأمل مقاطعة أو الحد من العمالة الوافدة وخاصةً عنصر الخادمات لما يذهب من مليارات خارج الوطن والتأثير السلبي على تربية الأجيال واستبدالها باستحداث أكاديمية تسمى أكاديمية التدبير المنزلي لاستبدال العمالة الوافدة بالمحلية وبذلك نساهم بالحدّ من الفقر والبطالة ونحافظ على ثقافتنا وقيمنا. وكما هو الحال في الدول المتقدمة مثل اليابان وماليزيا التي أصبحت في مقدمة دول العالم بعد أن شارفت على الإنهيار وأعتقد أن حجم العمالة الوافدة في مجال عمل الخادمات في بلدنا غير موجود في كافة دول العالم. • كنت أتمنى على من يطالبون بفرض المزيد من تلك الأجندات أن يتقوا الله بهذا الوطن وشعبه ويعودوا إلى أرشيف السلف الصالح من الآباء والأجداد ويستفيدوا من خبراتهم عندما حصّنوا وطنهم ضد تلك الأجندات واستبدلوا اسم وزارة المعارف سابقاً باسمها الحالي وأعدوا أجيالاً تربوا على الفضيلة والخلق الحسن وعشق الوطن مما مكّنهم من تحويل الصحراء القاحلة إلى جنّاتٍ غنّاء وشيدوا الصروح الشامخة الشمّاء وساهموا في نموّ وتقدم وازدهار العديد من الدول الشقيقة والصديقة رغم شحّ الموارد والإمكانيات آنذاك إلا أن سلاحهم كان صدق الإنتماء والعمل بكلّ جدّ وأمانة ونزاهة وإخلاص. لم يتركوا وراءهم قصوراً فارهة ولا أبراجاً عالية أو شركاتٍ عملاقة وأرصدة بالمليارات خارج الوطن وإنما تركوا وطناً زاخراً بإنجازاتهم وأجيالاً تربوا على الفضيلة وعشق الوطن وذاكرةٌ عطرة ستتوارثها الأجيال عبر الأيام والزمان. wadi1515@yahoo.com