لن أتحدث هنا عن إيقاف النشاط الرياضي في الكويت ولا عن أولمبياد ريو 2016 بمشاركة الكويت أم عدم مشاركتها ولا عن رفع العلم الكويتي أو عدم رفعه ورفع العلم الأولمبي بدلا منه مع أكثر من مائتين دولة في العالم تشارك في أولمبياد ريو 2016 رافعة أعلام بلدانهم ما عدا دولة الكويت المحررة يغيب علمها رمز بلدها في هذه البطولة الرياضية العالمية لأسباب كثيرة تحدثنا عنها وتحملنا تعليقات مخالفة لرأينا وتقبلناها بصدر رحب وتعليقات أيدتنا فيما كتبنا وكلا التعليقين لهما منى شكري وتقديري واحترامي لأنني مؤمن إيمانا راسخا في قلبي أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وقضية إيقاف النشاط الرياضي في الكويت هي قضية نتعاطف معها وندافع عنها لذلك أقتصر حديثي هنا عن العلم الكويتي رمز بلدنا وفخرنا إلا بتعبيرات عابرة عن إيقاف النشاط الرياضي لاستكمال الموضوع الذي نتحدث عنه . هذا العلم الذي ظل خفاقا يحمل اسم الكويت بألوانه الزاهية حتى في أحلك الأيام والشهور السوداء وأشدها وقعا بالألم والحسرة والحزن عندما حدث الغزو العراقي الغاشم على كويتنا الغالية لم يختفي هذا العلم الكويتي وظل صامدا مرفوع عاليا في سفارات الكويت في الخارج ومكاتبها الثقافية والصحية وقنصلياتها وفي مختلف المكاتب الأخرى وفي طائرات الخطوط الجوية الكويتية وفي المحافل الدولية التي كانت الكويت تشارك فيها في أيام الاحتلال البغيض وفي المؤتمر الشعبي في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية الشقيقة كان العلم الكويتي محفور اسمه في قلوب المشاركين بالمؤتمر وفي قلوب أبناء الكويت المتواجدين في مختلف أنحاء العالم وفي أرض الكويت الطاهرة التي دنسها الغزاة بعدوانهم وظلت أعلام الكويت مخزونة في منازل الكويتيين بعيدا عن أعين الغزاة . وفي يوم التحرير يوم 26 فبراير 1991 ظهرت هذه الأعلام على سطوح المنازل وفي الشوارع والطرقات يحملها ويرفعها أبناء الكويت والمقيمين الشرفاء الأوفياء يجولون الشوارع فرحين ومسرورين بيوم التحرير وكان علم الكويت بارزا في فضائيات العالم يشهد على تمسكنا ببلدنا وعلمنا الخفاق والذي وان اختفى في داخل الكويت عن أعين الغزاة لأرضنا الكويت فإنه لم يختفي عن التمسك به ولم يتغير اسمه ولا شكله . إن العلم الكويتي لا يجب أن يتعرض للشد والجذب في بلدنا الكويت والمساومة في المحافل الدولية رياضية أو غير رياضية حكومية أو غير حكومية جماعية أو فردية فالعلم الكويتي ثابت لم يتغير باسم الكويت وعندما نرفع العلم الكويتي ونقف بجانبه كأننا واقفين في أرضنا الكويت مثل سفارات الدول التي في البلدان المختلفة عندما يدخلها مواطنوها في البلدان المتواجد فيها هذه السفارات وعلمها مرفوع على ساريتها فإنهم يعتبرون متواجدين في بلدهم لا يقدر أحد أن يتعرض لهم لأن الاعتداء على السفارات اعتداء على البلد نفسه وهذا معروف للجميع . انني أقول هذا الكلام الذي يعصر قلبي ويحزنني ويؤلمني مثل باقي أبناء الكويت والمقيمين في هذا البلد المضياف والمحبين والمتعاطفين مع دولة الكويت في مختلف أنحاء العالم وهم يمعنون النظر بأعلام الدول المشاركة في أولمبياد ريو 2016 ولا يرون أمام أعينهم علم الكويت لأسباب سبق أن تحدثنا عنها في أكثر من مقال ولا نريد تكرارها وإنما نسجل هنا أسفنا وتحسرنا على اللاعبين الكويتيين الرياضيين شباب الكويت الواعد ونحن نرى عيونهم تذرف دموعهم الحزينة بحسهم الوطني وهم يرون أعلام الدول المشاركة ترفرف عاليا خفاقة لأكثر من مائتين دولة ما عدا دولة الكويت وحزنا وألما على عدم فوزهم بالبطولات التي شاركوا فيها ليرفعوا اسم الكويت عاليا . ولا أقدر أن أكمل أكثر من ذلك لأن حبر قلمي شاركني الحزن والألم وجف مداده وتوقف القلم عن الكتابة أكثر من مرة لأمسح دمعة سقطت من عيوني تكاد أن تبلل ما كتبته على الورق وكأنها توحي لي أن كلامك ضايع في الهواء الذي يحرك أعلام الدول المشاركة في أولمبياد ريو 2016 يمينا وشمالا على أعلام دولهم ما عدا دولة الكويت وتوقف القلم أكثر من مرة عن الكتابة مكرهين ومجبرين لا طواعية لنواصل الكتابة عن العلم الكويتي . أخر الكلام : إلى متى يا ترى ستظل مشاركاتنا العالمية في المحافل الدولية مشروطة ومتوقفة على رفع العلم الكويتي الغالي إذا لم توافق دولة الكويت على قوانين ودساتير الجهات الدولية التي نحن أعضاء فيها فلقد سبق أن جاوبنا باجتهاداتنا المتواضعة الشخصية إجابة ايجابية وصريحة مخالفين آراء الآخرين ومحترمين ومقدرين آراؤهم . والمهم بلدنا الكويت مهما اختلفت آرائنا حول بعض أمورها في الشد والجذب فإنها تبقي هي الكويت بلدنا الغالي بقيادتنا الرشيدة وشعبها الوفي وعلمها الخفاق يرفرف عاليا باقيا لا يزول ولا يختفي ولا يستبدل بأي علم آخر في أي محفل عالمي رياضي أو غير رياضي فالفعاليات تنتهي بانتهاء أوقاتها المحددة لها وكل دولة بعد ذلك تحتفظ بعلمها والكويت مثلها مثل هذه الدول تحتفظ بعلمها يرفع في محفل آخر متى اشتركت الكويت بفعاليات أي محفل . وأما أولمبياد ريو 2016 والذي لم يرفع العلم الكويتي في افتتاح هذا المهرجان فإننا نتمنى في مشاركاتنا في أي محفل دولي نحن أعضاء فيه أن يرفع علمنا الكويتي في تلك المحافل وخلونا من إلقاء اللوم على بعضنا البعض حكومية وغير حكومية وحتى الآن لا أفهم تفسير عبارة حكومية وغير حكومية فالكويت تحكمها حكومة واحدة وهي الممثل الرسمي والناطق باسمها وإذا كان هناك غير هذا الكلام فإننا نتمنى أن نسمعه وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com