×
محافظة القصيم

محافظة عنيزة يناقش سبل تطوير وتجديد التراث العمراني

صورة الخبر

تعبير شعبي من جزيرة العرب، وهو قديم، وربما يجهلهُ الجديدون. ورغم ورود هذا التعبير في الحكايات الشفهيّة والمكتوبة، إلا أنه جرى ذكره دون شرح فقد يجد المتلقّي صعوبة في فهم ما وراء الجملة. تُستعمل العبارة لوصف الشخص الذي هوايتهُ إيجاد سبب تفرقة بين طرفين. أي أن الحكاية ولع يمارسهُ ذلك الشخص ولا يستغني عنه عبر حياته اليومية. فهو ينقل لهذا ما لم يقله ذاك. أو هو يُقحم قضية يكرهها هذا فيذهب إلى الآخر ويُشعرهُ أن فلانا يموت في حبها (قصدي حب الموضوع أو القضيّة أو حتى الفكرة). والتغبير معروف عند أهل التراث والشعر: جِعِلْ راس ينحني للمصلحة ربي يزيلهْ. والمنافق مثل عقّاد الشّوش عمله رديّة. لو أدخلتُ هذا الموضوع في الكتابة عن حالة العروبة والشرق والوطن العربي لقلت إنه (أي المصطلح) يُستعمل حاليا من قِبَل قوى المصالح في الغرب لحرق الأرض والمنبت لأي تكتّل أو توحد عربي ينتج عنه قوة علمية أو مالية أو بشرية في هذه المنطقة. جرّبت قوى المصالح الشريرة التقسيم والأسوار في اتفاقية (سايكس - بيكو) المُدمّرة، وقسمت الخارطة العربية إلى شظايا. ومع ذلك لم يكتفوا، وخافوا أن تأتي قوة عبقرية ذات بأس تنبغ في العلم والمال معا، فقالوا: دعونا نجرّب عَقْد الشّوَشْ. فهذا لا يُكلف شيئا. نُدخل طائفية هنا، وتعًصبا هناك وتشدّدا في مكان آخر، ونمد المراقد واللطميات والمواسم بالأموال، ونُعمّر هذا المعبد وندمّر ذاك المقام. (فتتعاقد الشّوِشْ) ولا يكلفنا هذا طائرات ومدافع ولوجستيات وإرسال حاملات طائرات وحتى طائرة بدون طيار فلن يكونوا بحاجة إليها. لأن عقّادي الشّوَش اكتشفوا أنه أمضى سلاح، وبنفس الوقت نؤمّن النار والحديد والغازات السامة للمتقاتلين من مصانعنا ونأخذ مقابيلها! فَرِّق تَسُدْ هو مصطلح سياسي عسكري اقتصادي، الأصل اللاتيني له divide et impera. ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض ما يسهل التعامل معها كذلك يتطرق المصطلح للقوى المتفرقة التي لم يسبق أن اتحدت والتي يراد منعها من الاتحاد وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها. وسياسة فرق تسد ليست بسياسة جديدة بل هي قديمة قدم السياسة نفسها حيث طبقتها امم قديمة كالسومريين واليونانيين القدماء لتفكيك قوى أعدائهم وتحييد هذه القوى من خلال توجيهها داخليا واحدة ضد الأخرى. والاستعمار في شكله الحالي ومنذ نشأته في بداية سبعينيات القرن التاسع عشر طبق هذاالنهج. لكنهم الآن تركوه ووجدوا بدلا منه اعقد الشّوَش binthekair@gmail.com