صغارنا المراهقون الذين لم يكبروا انفعاليا، ليميزوا بين حروفهم الهجائية، كما يتضح من كتاباتهم الركيكة المتناثرة في الإنترنت تحت أسماء وهمية، داعمين لما يسمونه «الجهاد» في سوريا، هل يعرف هؤلاء الصغار من هي سوريا اليوم! هل يعلمون أن سوريا لم تعد «الثوار مقابل بشار»!، هل يستوعبون أن سوريا الآن كتل ألغام مكونة من بشار والقاعدة وداعش وجبهة النصرة وصقور العز وصقور الشام وجنود الشام والمهاجرين وجند الأقصى وفرسان الصحابة والفرقان والجبهة الإسلامية وجيش الإسلام. إن سوريا أصبحت كل ذلك وزيادة من الكتائب والفصائل التي تتقاتل وتتناحر وتنشق مع ومن بعضها في الصباح، وفي المساء بعد أن تتصفى الدماء يتسلى قادة هذه الفصائل بممارسة هواياتهم المشوهة على سكان المحافظات التي يسيطرون عليها فيجوبون الشوارع لينفذوا حركات إرهابية ترعب العباد : يتسلطون على ما تبقى من المحلات التجارية التي تدعم الناس بإحتياجات الغذاء الأساسية ينهبونها وإذا صادف وقت صلاة يأمرون بإغلاقها بطلقات الرصاص؛ يمنعون الأهالي من مغادرة بيوتهم بعد صلاة المغرب إلا لصلاة العشاء؛ يتربصون بالنساء ويمنعونهن الخروج للمدارس ويعاقبونهن بالسوط والسبي إن خالفن في إرتداء النقاب والقفازات. أما بيوت الله فقد جعلوها مقار لقرارات الإعدام، ومكبرات الصوت فيها جعلوها وسيلتهم الإعلامية للإعلان عن مواعيد عمليات القصاص اليومية التي تتراوح بين الجلد وضرب الأعناق لمعارضيهم يلي ذلك مباشرة إطلاق رصاص الرشاشات المكثف فوق رؤوس الحاضرين لإشاعة الذعر وفرض الخنوع والإذعان القهـري على الناس. هذا السيناريو المبسط لمحة خاطفة لصغارنا عن الممارسات السلوكية الدموية التي تمارسها فصائل الاقتتال الإرهابية، ذات الميول الطالبانية، على الأرض السورية بدعوى إنقاذ سوريا وتحريرها بآليات الشريعة الإسلامية.. ومن أجل صغارنا جاء الأمر الملكي بالقانون الصارم الذي يجرم أي حركة أو كلمة أو حرف أو نفس متطرف. جاء القانون ليجتذ حواس التطرف وجماعاته وتنظيماته وداعميه وكل أهله، لقد جاء بنا هذا القانون إلى اللحظة التاريخية الفاصلة التي كنا ننتظرها بتضرع ليكبح رعونة المراهقين التي يوسوس لها الدعاة المحرضون، الذين استمرؤوا بتبجح تسامح الدولة وتاجروا بصغارنا وزجوا بهم وبأرواحنا معهم إلى أرض الفتن.