قال خبير أمني إسرائيلي إن فرص إبرام صفقة بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلاميةحماس لاستعادة جثماني الجنديين الإسرائيليين هدار غولدن وأورون شاؤول، اللذين قُتلا في معارك عام 2014،تبدو منخفضة. وأوضح الخبير يوسي ميلمان في مقال بصحيفة معاريف أن الحكومة الإسرائيلية أوكلت هذه المهمة للجنرال ليئور لوتان -منسق شؤون الأسرى والمفقودين- الذي شرع في الاستعانة بأجهزة الأمن ذات العلاقة؛ وهي الأمن العام (الشاباك)، والعمليات الخاصة (الموساد)، والاستخبارات العسكرية (أمان). وأضاف أن جميع هذه الأجهزة توفر المعلومات الأمنية اللازمة حول الجنود الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، لكنه استدرك قائلا إن فرص نجاح إبرام صفقة تبادل واستعادة الجنود الإسرائيليين لا تتعلق بكفاءة عمل المخابرات الإسرائيلية فحسب، بل برغبة الطرف الثاني -وهي حركة حماس. وأشار ميلمان، وهو وثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إلى أنه من الواضح أن المفاوضين الإسرائيليين ليسوا على استعداد لإعادة أخطاء الماضي عندما وافقوا على الإفراج عن ألف أسير فلسطيني مقابل جندي واحد هو جلعاد شاليط عام 2011، أو مقابل تحرير ثلاثة جنود خلال صفقة أحمد جبريل عام 1984. ومضى إلى القول بوجود توافق داخل الحكومة الإسرائيلية الموسعة، والمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية وأجهزة الأمن، يقضي بضرورة العمل على إبرام صفقة التبادل ضمن المعايير التي حددتها لجنة شمغار لعام 2012، برئاسة قاضي المحكمة العليا الإسرائيلية مائير شمغار. ومن أهم تلك المعايير ضرورة المحافظة على مبدأ التناسب الذي يرتكز على إفراج إسرائيل عن جثامين فلسطينيين مقابل استعادة جثامين جنودها المحتجزة لدى الفصائل الفلسطينية، وفي حال احتجاز جنود أحياء يجب إطلاق عدد محدود من الأسرى الفلسطينيين. وأكد أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية سيبحث قريبا تقرير شمغار، لكن الحكومة معنية بألا تصدر بيانا رسميا بذلك، حتى لا تحشر نفسها في زاوية ضيقة تحول بينها وبين اتخاذ قرارات مستقبلية بإبرام صفقة تبادل مع حماس. ونوه كاتب المقال إلى أن الجنرال لوتان نفسه يبدي معارضة واضحة للمصادقة على توصيات شمغار، "لأنها تحد من حركته في مفاوضة حماس"، التي يقود المفاوضات فيها عدد من أبرز قياداتها العسكرية، منهم محمد ضيف ومروان عيسى وروحي مشتهى ويحيى السنوار، وجميعهم شخصيات صعبة المراس وقد اعتقل بعضها في السجون الإسرائيلية لسنوات طويلة. وتابع ميلمان أن حماس لم تبدأ حتى اليوم عمليا مفاوضاتها مع إسرائيل لإبرام الصفقة، بل اكتفت بتقديم جملة مطالب للبدء فيها، أهمها الإفراج عن أسراها في الضفة الغربية. وزعم أن حماس بذلك تطالب إسرائيل بدفع ثمن مسبق لمعرفة مصير جنودها المحتجزين في غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل بعثت لحماس رسائل واضحة عبر وسطاء رسميين ودوليين مفادها أنها لن ترضخ لما سماها "مطالبها الابتزازية"، في حين تواصل الحركة خوض حرب نفسية ضد الجمهور الإسرائيلي والتأثير عليه من خلال ممارسة تعتيم إعلامي حول مصير الجنديين الإسرائيليين في غزة.