×
محافظة حائل

بالفيديو: اتهامات بانتهاك حقوق الطفل بحائل .. والأمانة تبرر: العرض للأسر المنتجة

صورة الخبر

يعاني عالمنا العربي والإسلامي من الفتنة الطائفية التي لها انعكاسات خطيرة، كالقتل على الهوية، واختلال الأمن والضياع واللاستقرار. فقد انتشرت الطائفية والمذهبية في السنوات الأخيرة وفي شكل لافت، لدرجة أن غالبية المجتمعات الإسلامية ما زالت تعاني أزماتها. فنحن مثل غيرنا، لم نسلم من شرور هذه الطائفية حيث النزاعات المذهبية الكريهة والقبلية البغيضة بين الطوائف بسبب المعتقد، وازدراء الآخر، والنزاع على الأسبقية في الحقوق، والعلو في المكانة أو المقام. ولقد عانى المجتمع وما زال من تمرد البعض على نظام الدولة، وتساوي مواطنيه في الحقوق والواجبات، وبان القانون يتعامل مع الجميع بمسطرة واحدة. هؤلاء للاسف يبثون السم، ويزرعون الفتنة، ولا يهابون العقاب أو المحاسبة لكسرهم القانون باستخدام كل الوسائل المتاحة لهم، وما أكثرها في زمن النشر الالكتروني، وفوضى التواصل الاجتماعي عبر شبكات الاتصال التي لا تتوقف لحظة واحدة. ولخطورة التمادي في السلوك الطائفي، وإدراك الحكومة لتداعياته على استقرار وأمن المجتمع، لجأت منذ فترة ليست بعيدة لإنشاء جهاز أو «مركز للوسطية»، يتولى في شكل رسمي وضع مشروع متكامل للوسطية بهدف مكافحة التطرف في الفكر والمعتقد، وتأسيس ثقافة التعايش والاخاء بين الطوائف التي تتنازع نتيجة للايديولوجية الفكرية المتباينة في اتجاهاتها ومقاصدها السيئة. ولم يكن مركز الوسطية معنياً في اهداف تأسيسه بكل القضايا المؤثرة في الوسطية، فهذه مسائل تتجاوز امكانية او قدرات طرف أو حتى أطراف محددة، وإنما كان القصد هو «الوسطية الاسلامية» من منظور مكافحة التفرقة أو الانتماءات، وتأصيل المواقف الأخلاقية والسلوكية في النفوس، والثبات في الأهداف والمرونة في الرسائل، والحرص على الجوهر قبل الشكل، وعلى الباطن قبل الظاهر، وعلى اعمال القلوب قبل أعمال الجوارح، وإن البناء أهم من الهدم، والاتفاق اجدى من الاختلاف، والانفتاح افضل من الانغلاق، والتعاون بين الطوائف أو المذاهب الإسلامية في المتفق والتسامح في المختلف فيه. إذاً، ليس هناك عاقل ينكر حاجته إلى الوسطية والاعتدال في حياته، وان التزمت والتشدد والاستبداد في الفكر والسلوك، طريق للهاوية ومخالف لسماحة الدين وتعاليمه. لكن، للاسف، لا نمارس المفاهيم المتفق عليها بالشكل السليم على أرض الواقع، فالكثير من الاقوال والنشاطات تتعارض مع الاهداف التي لا تغيب عن الاستدلال عليها بسهولة. وقد نشرت جريدة «الرأي» في 26/‏7/‏2016 الأخطاء التي وقع فيها مركز تعزيز الوسطية عندما استدعي داعية من الاردن لإلقاء محاضرة عن الوسطية، صرفت الدولة أموالا على حضوره، لكنه اتضح انه مذهبي بنشره تغريدة مذهبية رغم نفيه لها... ان هذا المثال قد لا يكون له اهمية في سياق المحاضرة التي ألقاها هنا، لكن المؤسف أنها تعبر عن الخلل في وجود مركز تعزيز الوسطية ليس له دور فاعل في تغيير الاتجاهات العامة للذين يحاربون «الوسطية الاسلامية»، ولا يترددون في تعزيز الفتنة الطائفية وبكل وضوح في مختلف الوسائل المتاحة لهم كالجرائد الالكترونية، والفضائيات، والندوات والدروس وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي المؤثر بدرجة كبيرة في الشباب وبأمن وسلامة المجتمع. (وللحديث بقية) yaqub44@hotmail.com