×
محافظة حائل

جامعة حائل تستضيف عمداء معاهد البحوث بالجامعات السعودية الأسبوع المقبل

صورة الخبر

باريس: «الشرق الأوسط» «لقد تزوجا في الصيف نفسه الذي شهد عرس الأمير ويليام، حفيد ملكة بريطانيا، لكن زوجة هذا الأخير أنجبت ولدا بينما زوجة أمير موناكو لم تمنحه وليا للعهد حتى الآن». إنها المقارنة التي تتعب أعصاب شارلين وتستوك، بطلة السباحة الجنوب أفريقية التي أصبحت تحمل لقب «أميرة موناكو» بعد اقترانها، في صيف 2011، بالأمير ألبير. إن الفترة التي مرت على الزواج ليست طويلة ولا تبعث على اليأس. لكن أقدار الأميرات والبطلات الأولمبيات لا تختلف عن هموم عموم العرائس حين يتعلق الأمر بتأخر الحمل وظهور علامات التساؤل في أعين الآخرين. إن الأميرة لم تبلغ الأربعين بعد، ومع هذا فإنها في موقف حرج طالما أن زوجها الأمير ليس عقيما وقد سبق له الاعتراف بابن وابنة وُلِدا خارج فراش الزوجية، من علاقتين في أيام شبابه الأول وقبل ارتباطه رسميا بشارلين. إنها المرأة التي اختارها، بعد طول تردد وعزوف عن الزواج، لكي تمنحه الوريث الشرعي للعرش، ذلك أن قوانين الإمارة تحظر التوريث على الأبناء والبنات غير الشرعيين. ظلت علاقة أمير موناكو بالسباحة المولودة في زيمبابوي تنطوي على كثير من الأسرار. فقد تعرف عليها قبل ثماني سنوات من زواجهما وتوطدت علاقتهما، بحيث كانت أشبه بالخطبة الرسمية التي انتقلت فيها الشابة الطويلة الشقراء لتقيم في موناكو، وتتعلم اللغة الفرنسية. لكن ألبير لم يحرك ساكنا لاتخاذ قرار الزواج إلا بعد أن راح حكماء الإمارة وكبار مستشاريه يعبرون له عن ضرورة أن تكون هناك زوجة تقوم بواجباتها البروتوكولية إلى جانبه. هذا فضلا عن السلطات الكنسية التي لم تكن مرتاحة لعزوبية الأمير المترافقة مع مغامرات شرقا وغربا. لم يكن سهلا عليه أن يقرر؛ فهو ذو طبع خجول وقد نشأ في ظل والدة تملأ المشهد بالكامل، وتخطف كل الأنظار. لقد كانت غريس كيلي نجمة سينمائية أميركية تركت مهنتها لتحترف مهمات الأميرة وتبدع فيها. وعندما رحلت في حادث سيارة، عام 1982، تركت مكانها لابنتها الكبرى كارولين، الأميرة الحسناء ذات الطبع الجامح التي اعتادت أن ترى صورها على أغلفة المجلات البراقة. من هي الزوجة التي تملك هذه المواصفات؟ لقد عاشت شارلين صباها على هواها وارتبطت بعلاقات عابرة مع أكثر من بطل سباحة أو لاعب «رغبي»، لكنها أحبت ألبير، لأنه يشبهها في الخجل والميل إلى الانطواء. ثم كان لا بد لهما من أن يواجها لحظة الجد، أن يتزوجا تحت ضغط الواجب، وأن ينجبا وليا للعهد. لقد زارت موناكو لحضور مناسبة رياضية، وفوجئت بأن الأمير الصغير يدعوها للعشاء. ولما قالت له إنها لم تحضر معها في حقيبتها ثوبا لائقا، أهداها فستانا للسهرة واستقبلها على ضوء الشموع. لقد وجدت نفسها، بين ليلة وضحاها، تتحول من صورة الرياضية الشابة التي لا تهتم إلا بثوب السباحة المختصر إلى سيدة مجتمع تطاردها عدسات المصورين وترافقها الشائعات حيثما تنقلت. ولأنها لم تكن تتوقع هذه الانعطافة في حياتها، فقد تمسكت بالأمل، وانتظرت سنوات طوالا قبل أن يتحدد موعد العرس. مع هذا، فقد انتشرت شائعات، قبل الموعد الذي دعيت إليه كل الرؤوس المتوجة في العالم وتلك التي سقطت التيجان عن رؤوسها، تؤكد أن شارلين تراجعت عن قرار الارتباط، وأنها غادرت القصر في طريقها إلى مطار نيس، لتطير عائدة إلى أهلها، لولا تدخل شخصيات كبيرة لإثنائها عن «الهرب». جرى العرس بأبهى صورة ممكنة، ونقلته الكاميرات إلى ملايين المشاهدين في العالم، الأمر الذي سمح لكل هؤلاء بأن يشهدوا دموع العروس التي سالت على وجهها، رغما عنها، وكأنها تقاسي لكي تحتمل تلك اللحظات التي ستدخل التاريخ. هل بكت لأنها أدركت أنها ستقترن بأمير تردد كثيرا قبل طلب يدها، أم لخوفها من العيش مع زوج سبق له أن أنجب ابنة غير شرعية تدعى ياسمين غريس، والدتها نادلة أميركية هي اليوم في الـ21 من العمر، ثم رُزق بولد غير شرعي يدعى ألكسندر، من مضيفة طيران أفريقية، ويبلغ من العمر اليوم 11 عاما؟! في ذلك الصيف الرائق، قبل ثلاث سنوات، راقب الملايين عرس الأمير البريطاني ويليام وكيت ميدلتون. وبعدها تابعوا حكاية حمل الأميرة ودخولها المستشفى في لندن وخروجها في زفة إعلامية بعد ولادة الطفل الملكي جورج ألكسندر لويس الذي رأى النور في صيف 2013. متى ستتوجه الكاميرات نحو أميرة موناكو المرصودة لاستمرار السلالة؟ وماذا يحدث في حال لم يأتِ ولي العهد المنتظر؟ صور الأميرة تكرس، باستمرار، تلك النظرة الساهمة والحزن الشفاف. كأن هناك غلالة من الحنين تنسدل على عينيها وتضع حاجزا بينها وبين ما يجري حولها. ولعل مما زاد في تعقيد الأمور أن أندريا، نجل الأميرة كارولين، تزوج ورُزِق بطفل من زوجته الثرية الكولومبية تاتيانا سانتو دومينغو، كما أنجبت شقيقته شارلوت طفلا من شريكها الممثل المغربي المولد جاد المالح. فهل يأتي أبناء كارولين ليأخذوا الولاية من خالهم الأمير ألبير؟ حسب قوانين الإمارة الصغيرة الواقعة على ساحل المتوسط، جنوب شرقي فرنسا، فإن النساء مؤهلات لتولي الحكم، وقد كانت آخرهن الأميرة شارلوت، والدة الأمير السابق رينيه. وقد تنازلت، بعد فترة قصيرة، لولدها، والد الأمير الحالي. وبهذا، وفي حالة غياب أمير موناكو لأي سبب كان، فإن العرش ينتقل إلى شقيقته كارولين، وفي إمكانها أن تتنازل عنه إلى ولدها أندريا الذي يأتي في المرتبة الثانية في تسلسل ولاية العهد، ومن بعده طفله الذي يأتي في المرتبة الثالثة. شارلين تحب الأطفال. وقد أعلنت، أكثر من مرة، أنها تنوي وضع كثير منهم. وهذا قد يعني أن هناك عائقا يمنعها من الحمل من زوجها أمير موناكو الذي يبلغ الخامسة والخمسين من العمر. وفي مقابلة نشرتها صحيفة محلية معه، أكد ألبير أن ولاية العهد تذهب إلى أبناء كارولين إذا لم ينجب هو طفلا من شارلين. وقد كشفت الصحيفة التي تصدر في مونت كارلو أن الأمير الراحل رينيه، الذي فارق الحياة قبل زواج نجله وولي عهده، كان قد تحسب للأمر وترك وصية لتغيير الدستور والسماح بولاية العهد لأحفاده من كارولين على الرغم من أنهم ليسوا بأمراء، ومولودون من أب أجنبي هو الإيطالي ستيفانو كاسيراغي الذي لم يحمل لقبا أميريا. في حال جلوس أندريا كاسيراغي على عرش موناكو، سيتوجب عليه تغيير لقبه والتخلي عن لقب أبيه الذي توفي، عام 1990، في حادث زورق سريع، ليحمل الألقاب الأميرية لعائلة غاريمالدي الحاكمة في موناكو.