ارتفعت أسعار الروبيان 50 في المائة بعد أن أوقفت إدارة حرس الحدود عمليات صيده التي استمرت ستة أشهر بدأت من آب (أغسطس) الماضي. وبعد توقف رحلات الصيد تماماً في مصائد الخليج العربي توجه 40 في المائة من الصيادين السعوديين بتقديم طلب إلى إدارة أبحاث الثروة السمكية في المنطقة الشرقية لاستبدال البطاقة الزهرية الخاصة بصيد الروبيان والحصول بدلاً عنها على بطاقة زرقاء لممارسة صيد السمك. وقال لـ "الاقتصادية" خالد العرقوبي المتحدث الإعلامي لحرس الحدود في المنطقة الشرقية، إنه تم توجيه تعليمات لجميع الصيادين بحظر صيد الروبيان، وقد أوقفت منح التراخيص الخاصة بصيد الروبيان، مع دخول شهر شباط (فبراير) الجاري، لافتاً إلى أن العديد من المراكب العاملة في صيده منعت تماماً من الدخول في عرض البحر منذ مطلع الشهر، وأن على جميع الصيادين ممن يمتلك المراكب بإزالة جميع معدات صيد الروبيان، وذلك بالتعاون مع إدارة الثروة السمكية التي تقوم باستكمال جميع إجراءات الصيادين، بعد الحصول على مصادقة من حرس الحدود للتحويل إلى صيد السمك. وأشار رضا الفردان كبير الصيادين في فرضة القطيف، إلى أنه مع انتهاء موسم صيد الروبيان من الطبيعي أن ترتفع الأسعار بنسبة لا تقل عن الـ50 في المائة، خاصة أن موسم الروبيان لهذا العام كان موسما مضطربا وغير مربح على الإطلاق، ولم يحقق الصيادون إيرادات مالية مأمولة، وكان واضحاً منذ أول شهر من فسح صيد الروبيان، حيث سجلت الكميات المصطادة انخفاضا كبيراً بنسبة 40 في المائة عن الموسم الماضي، حيث كان الصياد يصطاد 1600 كيلو على أقل تقدير في الرحلة الواحدة بمعدل ربح يصل إلى 20 ألف ريال، التي لا تتجاوز الرحلة سبعة أيام مكوثاً في البحر، بينما في هذا الموسم كانت حصيلة الصيد في الرحلة الواحدة لا تتجاوز 600 كيلو في أحسن الأحوال بأرباح لم تزد على ثمانية آلاف ريال، وذلك بسبب انخفاض كميات الروبيان في المصائد طيلة الأشهر الستة الماضية، ما أوجد نوعا من الإحباط لدى الصيادين، بعدم القدرة على الوفاء بالالتزامات المالية السنوية، ولا سيما أن الرحلة الواحدة تتطلب مصاريف كبيرة قد تصل في الغالب إلى ألفي ريال في الرحلة الواحدة، موزعة على أجور الصيادين وفواتير الوقود وكميات الثلج وغيرها. وألمح الفردان إلى أن السوق المحلية التي عاشت مرحلة غير مستقرة جراء غياب التوازن بين العرض والطلب، عادت إلى وتيرة ارتفاع سعر الروبيان ليصل قيمة الكيلو الواحد لـ 50 ريالا بعد أن كان 25 ريالا، وسيبقى هذا الارتفاع في الأسعار، وسيزداد في الأشهر القادمة لعدم توافر الروبيان في السوق، مضيفاً أن جزءا كبيرا من المراكب تسلمت البطاقة "الزرقاء" الخاصة بصيد الأسماك بعد سحب "الزهرية" الخاصة بصيد الروبيان التي بقيت في حوزتها خلال الأشهر الستة الماضية، وألمح الفردان إلى أن حجم المراكب المتوقفة حاليا بلغ نحو 150 مركبا في مرافئ المنطقة الشرقية، فيما بدأت مثيلاتها الأخرى العمل على ممارسة صيد الأسماك.