( 25) حصة تدريبية في تسعة عشر يوما بكرواتيا جهزت النصر للموسم الرياضي الجديد، تحت إشراف المدير الفني الكرواتي زوران ماميتش ، بعثت أجواء من الارتياح والتفاؤل لدى عشاق ومحبي العالمي، وهو ما اتضح جليا من الاستقبال الحافل الذي وجدته البعثة بعد وصولها السبت الماضي من مقر المعسكر الذي احتضنته ضواحي مدينة زغرب الكرواتية. وظهرت لمسات المدرب من خلال الجاهزية اللياقية والفنية للاعبين في أول مباريات دورة تبوك الدولية أمام فريق قوي بحجم الوداد البيضاوي المغربي ثاني الدوري المغربي وأقوى دفاع فيه ومتصدر مجموعته في دوري ابطال افريقيا والذي تمكن من التفوق على النصر بضربات الحظ الترجيحية. بيد ان المعسكر اعترضه بعض النواقص والمنغصات والسلبيات ولعل أبرزها غياب اللاعبين الدوليين ومغادرة بعض لاعبي منتخب درجة الشباب، وإضطرار اللاعبان نايف هزازي وشايع شراحيلي مغادرة المعسكر بسبب وفاة والدة الاول، ومرض والدة الثاني، إضافة لعدم اكتمال اللاعبين الأجانب في المعسكر. (النادي) وضعت معسكر النصر الخارجي بكرواتيا في الميزان وقيمته إيجابا وسلبا بالأرقام والاحصائيات، ورصدت أبرز مكتسباته، مع بيان المنغصات والنواقص قي سياق التقرير التالي: المكان المناسب في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الماضي بدأت إدارة النصر التفكير جدياً في تغيير مقر إقامة المعسكر الخارجي، بسبب التفجيرات التي حصلت في تركيا وعدم الاستقرار الأمني، حيث كان من المقرر إقامة المعسكر هناك. بيد أن مدرب الفريق زوران مامتش عرض على الإدارة إقامة المعسكر في مدينة زغرب الكرواتية على الرغم من ضيق الوقت، في حين اشترطت عليه إدارة النصر توفير أربع مباريات وهو ماتكفل بها. وسارعت الإدارة لاستخراج التأشيرات اللازمة للدخول إلى الأراضي الكرواتية، فيما هيأ زوران جميع الطرق لتجهييز معسكر الفريق من حيث مقر الإقامة واستئجار الملاعب وتوفير المباريات وقد تكفل بجميع المصاريف المالية لهذا المعسكر عضو هيئة الشرف ورئيس لجنة الاستثمار بالنادي شرف الحريري. ١٩ يوما من العمل أكثر ما ميز المعسكر الخارجي للفريق الأصفر هو الجدية وتخصيصه للعمل بشكل كامل وبذل الجهد وليس للسياحة والترفية كما حصل في معسكر النمسا الموسم الماضي والذي اثر على عطاء الفريق طوال الموسم. حيث لم يحظى اللاعبون في تسعة عشر يوما سوى بيومي راحة بمعنى أن نسبة معدل العمل في المعسكر 90% ، في حين لم تنل الراحة من معسكر العالمي سوى نسبة 10 %، حيث حرص المدرب على تكثيف الحصص التدريبة هناك فأقام 25 حصة تدريبية خصص ثلثها للتجهيز البدني واللياقي، والثلث الثالث للجانب التكتيكي. أوجرى المدرب (25) حصة تدريبية في (19) يوما، مقسمة على حصتين في تسعة أيام، وحصة واحدة في سبعة أيام، متضمنة لعب أربع مباريات وديات مع ثلاثة فرق كرواتية وفريق أوكراني . ولعل من أهم لأسباب التي دفعت إدارة النصر للاهتمام بالمعسكر هو استشعارهم بالخطأ الكبير الذي كان في الموسم الماضي بسبب قصر المعسكرات وطول أيام الراحة والإجازات مما تسبب في ضعف المردود الفني للفريق . وأسهم إحساس اللاعبين أنفسهم بالمسؤولية وضرورة تعويض الجماهير والإدارة على ماتم تقديمه في الموسم الماضي خصوصاً وأن ذلك تسبب في رحيل الرجل الأول بالنسبة لهم الأمير فيصل عن كرسي الرئاسة قبل أن يعاد تزكيته من جديد مما دعاهم إلى الجدية في التدريبات رغم قسوتها وهو ما ساعد على نجاح المعسكر. وأكمل معادلة نجاح المعسكر هو حضور جهاز فني جديد طموح بقيادة المدير الفني لفريق دينو زغرب السابق زوران ماميتش وحرصه على استمرار صناعة اسمه من الذهب خصوصاً وأنه يمتلك رصيدا جيدا من البطولات في كرواتيا خلال ثلاث سنوات ماضية بتحقيقه لثلاث ألقاب دوري ولقب الكأس وهو يسعى لمواصلة مسيرة الذهب وإعتلاء المنصات مع العالي في أول محظة تدريبية له خارج كرواتيا. اللياقة أولا ركز المدير الفني للفريق النصراوي زوران ماميتش على رفع المعدل اللياقي للاعبي الفريق بصحبة مدرب اللياقة ايفان ، وذلك بعد الملاحظات التي كتبها زوران قبل استلامه الدفة الفنية رسمياً بالنصر حيث أكد زوران بأن الفريق في الموسم الماضي اعتراه النقص اللياقي الواضح في المباريات. واستشف ذلك من خلال عدم قدرة اللاعب على التغطية الدفاعية بعد فقدانه للكرة مما يتسبب في تسبب في الوصول إلى باب الفريق بأسهل الطرق بالإضافة إلى تعزيز العديد من الجوانب التكتيكية التي تعتمد على دقة التمرير والاستلام الجيد والكرات العرضية وتعزيز الجوانب الدفاعية وبناء الهجمات. وخاض اللاعبون على مدى تسعة عشر يوم ، تسعة أيام تدريبات على فترتين صباحية ومسائية في حين خصص سبعة أيام لتدريبات على فترة واحدة فقط اختلفت تلك الفترة مابين صباحية ومسائية بينما حظي اللاعبون براحة ليومين اولها أمام فريق فولين لوستك الاوكراني، بينما منحهم المدرب راحة بعد المباراة الودية الثالثة من أمام الفريق الرديف لدينمو زغرب ،حيث فضل زوران إعفائهم من التدريب وأقام مؤدبة عشاء لهم على حسابه الشخصي في أحد المطاعم العربية بزغرب تغييراً للأجواء وتقرباً للاعبين . وامتدح اللاعبون تعامل زوران معهم وتمكينه لجميع الوسائل المتاحة لتطبيق التدريبات، إذ استخدم في أحد التدريبات كراسي معدة لطاولة الطعام في الفندق، كما استخدم العديد من الطرق التي تعتبر حديثه معهم خصوصاً تمارين التوازن . ولعل أجمل مايميزه هو التنوع وكسر الروتين بشكل كامل سواء في طرق التدريب أو مكانه أو حتى التوقيت بل حتى تنوعه مابين الجدية والترفيه في التدريب، حيث تعتمد تدريباته في غالبها على المسابقة وهو مايعكس سرعة تفهمه للاعبين وقربه منهم ومعرفته للحاجة لتجديد نفسيات اللاعبين. (4) وديات تكفي الحاجة خاض الفريق الأول لكرة القدم خلال المعسكر أربع مباريات ودية بمعدل مباراة كل خمسة أيام سعى من خلالها زوران مامتش إلى إيجاد تطبيق مناسب ينتهجه من ناحية الرسم التكتيكي إلا أن مايعاب عليه هو اعتماده على اللاعبين البولندي أدريان ميرزيفسكي والمالي موديبو مايغا بالرغم من قرار المسبق حتى قبل المعسكر بالاستغناء عنهم، وكان الأولى إتاحة الفرصة لغيرهم. ولعب الفريق المباراة الأولى أمام فولين لوستك الأوكراني بطريقة ثلاثة أشواط كل شوط نصف ساعة في حين لعبت المباريات الثلاث المتبقية على طريقة الشوطين وانتهج من خلالها ثلاث خطط للعب الأولى كانت 4/4/2 خاضها فيها المباراة الأولى كاملة أمام قولين لوستك الأوكراني وبذات الرسم في الشوط الثاني من مباراة فرازدين الكرواتي. وكانت الخطة الأكثر تكراراً هي 4/3/3 حيث طبقها في الشوط الأول أمام زابريسك الكرواتي، والشوط الأول أمام دينمو زغرب الكراواتي، والشوط الأول أمام فرازدين الكرواتي، فيما انتهج خطة 4/5/1 في مناسبتين كانت في الشوط الثاني أمام زابريسك الكرواتي والشوط الثاني أمام دينمو زغرب. وهو مايوضح بأن زوران سيستمر بتطبيق الخطة المفضلة له 4/3/3 والتي لعب فيها غالب الموسم الماضي مع دينمو زغرب، وشهدت الوديات تألق المهاجم البديل حسن الراهب الذي كان هداف الوديات في المعسكر بتحقيقه لثلاثة أهداف يأتي بعده ربيع سفياني بهدفين ثم عبدالله مادو وعمر هوساوي بهدف. وسجل النصر في الوديات ضد ثلاثة فرق ممتازة تلعب في الدوري الكرواتي والاوكراني وفريق درجة ثانية كرواتي بودياته الاربعة( 6) أهداف، فيما اهتزت شباكه (7) مرات، وسجل الفريق (3) أهداف من ركنيات مما يؤكد تحسن الفريق في الاستفادة من الكرات الثابتة. مباريات النصر الودية النصر ١ × قولين لوستك الاوكراني 3 ( فريق ممتاز) -سجل للنصر حسن الراهب النصر ١ × زابريسك الكرواتي3 ( فريق ممتاز ) - سجل للنصر عبدالله مادو النصر ٢ × رديف دينمو زغرب 0 ( فريق ممتاز ) - سجل للنصر ربيع سفياني وحسن الراهب النصر ٢ × فرازدين الكرواتي 1 ( درجة أولى ) سجل للنصر حسن الراهب وعمر هوساوي أخطاء المعسكر لايوجد عمل كامل ولانجاح منقطع النظير بل لابد من النواقص وبعض الأخطاء وتأتي أهم الأخطاء هو إعطاء الفرصة الكاملة للاعبين موديبو مايغا وأدريان ميرزيفسكي بالرغم من قرار ابعادهما عن الفريق منذ رمضان الماضي . ولعل من أبرز أخطاء المعسكر عدم اكتمال العناصر الأجنبية ، فلم يشارك فيه إلا بإيفان توميكاك فقط في الموسم وهو حاضر بعد انطلاقة المعسكر بستة أيام في حين لم ينجح ألبان ميها في إقناع زوران رغم أنه حضر في اليوم الخامس من المعسكر . وبدون شك أن هذا الخطأ لم يكن خارجاً عن أمر الإدارة كما هو الحال بغياب اللاعبين الدوليين المنضمين للمنتخب إلا أن عزاء الجماهير هو قدرة الإدارة على التعاقد مع أسماء مميزة كالبارغوياني الدولي فيكتور أيالا والكرواتي مارين توماسوف . وبالتضاد فإن أهم نقطة إيجابية في المعسكر بالرغم من كون تلك النقطة لم يخطط لها هو بعد المعسكر التام عن السياح السعوديين وعدم تواجدهم في كرواتيا وعدم تعدد الأماكن السياحية هناك مما انعكس على جعل المعسكر عملي بإمتياز . غيابات قسرية لم يستطع المدير الفني زوران مامتش من الاستفادة من جميع عناصر الفريق لأسباب قسرية كان أولها غياب اللاعبين الدوليين الاربعة لمدة عشرة أيام وهم محمد السهلاوي وعمر هوساوي ويحيى الشهري وعبدالعزيز الجبرين ، حيث غابوا بسبب تواجدهم في معسكر المنتخب الوطني الأول بالنمسا. وشهد المعسكر مغادرة ثلاثي منتخب درجة الشباب وهم خالد الدبيش وسامي النجعي وعبدالرحمن الدوسري إلى الرياض لتسليم جوازاتهم للمنتخب استعداداً لمعسكر المنتخب في سلوفينيا مطلع أغسطس. ولم المدرب يستطع الاستفادة من خدمات نايف هزازي نظراً لوفاة والده في اليوم الثاني من المعسكر مما استدعى عودته إلى جدة وعاد إلى كرواتيا بعد أسبوع كما اضطر شايع شراحيلي إلى مغادرة الفريق في الأيام الأربعة الأخيرة بسبب حالة والدته الصحية. وشهد المعسكر توافد عدد من اللاعبين الأجانب حيث حضر موديبو مايغا في اليوم الرابع من المعسكر، وتواجد المحترف الالباني ألبان ميها في اليوم الخامس، وحضر ايفان توميكاك في اليوم السادس، في حين تواجد إبراهيم غالب منتصف المعسكر لمتابعة سير علاجه واستشفائه من إصابة الرباط الصليبي . ومن حسن حظ النصراويين سلامتهم من الاصابات القوية التي تعرض لها اللاعبون في معسكرات سابقة بسبب التوازن في التدريبات حيث لم يتعرض اللاعبون لإصابات عضلية كبيرة من خلال المعسكر بل كانت عادية وتكاد لاتذكر سوى إصابة الحارس عبدالله العنزي بتمزق في عضلة أسفل الظهر اضطر من خلالها للخضوع لبرامج علاج طبيعي لمدة ثلاثة أيام ثم عاد للتدريبات بشكل طبيعي كما أصيب عصام القرني بكدمة غاب على إثرها عن التدريبات لمدة يوم في حين فضل الجهاز الطبي إراحة محمد عيد عن أحد التدريبات بسبب شعوره بالإرهاق وتعرض محمد السهلاوي لآلام في الرقبة اضطر على إثرها عدم إكمال أحد التدريبات الصباحية. مشاركة مستقبل العالمي حظي المعسكر بمشاركة نخبة من النجوم الشباب من روافد الفئات السنية في نادي النصر كالظهير الايمن متعب المطلق، والمحور الشاب عبدالرحمن الدوسري، ولاعب خط الوسط سامي النجعي ، والمدافع خالد الدبيش، إضافة للحارس زيد البواردي إضافة للمدافع عبدالله مادو والحارس العائد من الإعارة عبدالله الشمري مما جعلت الجماهير أكثر تفاؤلا خصوصا وهي تطالب منذ زمن بعيد بضرورة تصعيد المواهب الشابة والاستفادة منها في الفريق الاول.