مؤسف أن يظهر وبشكل علني ممن يحسب على الوطن بدعوات التأويل والتأليب التي تتنافى مع منهج المملكة السياسي المعروف ومبادئ نظامها العام المحافظ وما يتميز به شعبها من حس ديني صادق وانتماء وطني أصيل ووعي اجتماعي مسؤول، في زمن كثرت فيه الاضطرابات والفتن، وارتفع صوت المغرضين بالضجيج الزائف، والإثارة المصطنعة، والخطابات المؤدلجة، والشعارات المستهلكة، والتغريدات الرنانة. فئة غرتها نشوة الشهرة وأغرتها شهوة السلطة، وما فتئت على المناكفة والقفز لاستغلال كل شاردة وواردة في إدارة الشأن السياسي والمحلي لاستمالة من هم غير مدركين وقادرين على فهم أبعاد ما يجري حولهم من صراعات واقتتال، والزج بهم نيابة عنهم في طريق تشوبه وعورة المسلك وسوء النهاية. لقد أتى صدور الأمر الملكي الكريم القاضي بمحاصرة دعاة الفتنة ومحرضيها لحفظ الوطن من أي دعوات للفرقة والتنافر وشق الصف، والنأي بوحدة الشعب عن مساوئ التصنيف وسوء التوصيف التي لا تسمن ولا تغني من جوع. فقد وضع النقاط على الحروف وألجم أفواه ضعاف النفوس من الحاقدين والمتربصين بتحليل المواقف، والأبواق المغرضة والأصوات المشككة في عقيدتنا السمحة وأنظمتنا. وكذلك جدد تأكيد سياسة الوطن الواضحة وموقف حكومته الثابت ومنهج شعبها الواعي لكل ما من شأنه أن يهدد كيان الدولة ووحدة الوطن وتألف الشعب فيما بينه ومع حكومته، وعزمهما على التصدي النظامي والشعبي لأي دعوة أو مخطط يوظف للتعبئة الفكرية الخاطئة وتصنيفاتها المنحرفة.