ثمانٍ وعشرون نسخة من مهرجان «الجنادرية» تابعتها الأجيال السعودية، ونستعد بعد غد لمتابعة النسخة التاسعة والعشرين لن أتحدث عن تكرار المشهد الثقافي والفلكلوري الراقص، ولن أتحدث عن احتكار الدعوات لحضور النشاط الثقافي على أسماء شبه ثابتة سنويا، ولن ألمع الحدث؛ فقد احتل مساحة كبيرة من اهتمام الناس وأصبح ملتقى أسرياً وحضارياً وحرفياً وثقافياً لا يوجد له مثيل في الوطن العربي، ويشع توهجاً في كل الاتجاهات. الذي أركز عليه «الأبواب المغلقة» التي تتحول إلى خربشة تشوه هذا المهرجان الجميل وتجعله ممراً سهلاً للجدلية والتنافر وتسويق الأفكار البالية، «الأبواب المغلقة» تفتح الضوء الأخضر أمام هواة الفرقة والفتنة وتجعلهم قريبين جداً من فرض الإيقاع للسيطرة على العمل الإيجابي وتحويله إلى عمل سلبي مع الأسف، فمن يصدق أن هناك أياماً للرجال وأياماً للنساء، و«الأبواب المغلقة» أمام هؤلاء في مأخذ سلبي لا يليق بنا، والمحصلة عزل أفراد الأسرة وتقسيمهم عند زيارة المهرجان إلى دفعة ذكور ودفعة إناث!!!! من يصدق أن أماكننا المقدسة وهي أطهر بقاع الدنيا مفتوحة للجميع دون «الأبواب المغلقة»، وكل مجمعاتنا التجارية وأسواقنا وشواطئنا ومتنزهاتنا الوطنية مفتوحة للجميع؛ فإذا وقفنا على مشارف «الجنادرية» ظهرت نغمة العزل وملامح الفتنة. الجنادرية سوق ثقافية وتراث حرفي وفلكلوري لا يخالطها العيب أبدا، والأبواب يجب أن تظل مفتوحة للجميع دون تشويه ودون أيديولوجيات تسيء للدين والوطن وتسيء لناموس الحياة، نحن مجتمع مسلم نفخر بديننا ووطننا وسلوكياتنا، ولسنا ذئاباً بشرية تنهش في جسد العفة والطهارة، نحن نحب ونحترم الدين والوطن ونقدر مكانة الأم والأخت والبنت شكراً لجندي الجنادرية المجهول المواطن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز.