بحث وزيرا الخارجية المصري سامح شكري، والفرنسي جان مارك إيرو، في اتصال هاتفي العلاقات الثنائية بين البلدين، وتحديد موعد عودة رفات ضحايا طائرة مصر للطيران التي سقطت في البحر المتوسط في أيار (مايو) الماضي لدى دخولها المجال الجوي المصري آتيةً من باريس. وكان شكري تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية فرنسا، ركز على تناول «عدد من الملفات الإقليمية وفي مقدمها جهود تنشيط عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بالإضافة إلى تطورات الوضع في ليبيا والأزمة السورية» وفقاً لبيان وزعه الناطق باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، نقل فيه عن وزير خارجية فرنسا تطلعه إلى زيارة مصر قريباً لمواصلة التشاور والتنسيق مع نظيره المصري في شأن الملفات الإقليمية ومتابعة دفع مجالات التعاون بين البلدين. وأوضح البيان أن الاتصال تطرق أيضاً إلى عدد من الموضوعات المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن التي تتطلب التشاور المستمر بين مصر وفرنسا. وقال وزير الخارجية الفرنسي لنظيره المصري خلال الاتصال الهاتفي: إن أسر ضحايا طائرة مصر للطيران المنكوبة، تنتظر تحديد موعد عودة رفات ذويها والإعلان عن أسباب تحطم الطائرة. وتحطمت طائرة الرحلة رقم 804 التابعة لشركة مصر للطيران في 19 أيار الماضي، فوق البحر المتوسط بعد دخولها المجال الجوي المصري بعشرة أميال، وعلى متنها 66 شخصاً بينهم 30 مصرياً، و15 فرنسياً، وكانت الرحلة آتية من باريس. وأضاف إيرو، في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الفرنسية: «فرنسا تقدم كل المساعدة في متابعة التحقيق الفني والتعرف إلى الضحايا من خلال مكتب التحقيق والتحليل «بي إي اه»، ومعهد البحوث الجنائية». ووفق البيان «أشار مارك (خلال الاتصال) إلى محنة أسر الضحايا في انتظار الردود حول عودة الرفات والأمتعة الشخصية للضحايا، وأسباب تحطم الطائرة». وكانت لجنة التحقيق المصرية الرسمية في الحادث قالت الشهر الماضي، إن مسجل محادثات قمرة القيادة وتحليل مسجل بيانات الرحلة أظهرا اندلاع حريق على متن الطائرة قبل تحطمها، لكن لجنة التحقيق رفضت الكشف حتى الآن عن تفاصيل تسجيلات الصندوقين الأسودين. في غضون ذلك، أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أول من أمس اتصالاً هاتفياً مع تريزا ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة، وجه خلاله السيسي التهنئة لها لمناسبة توليها منصبها الجديد، وأكد تطلع مصر لتحقيق انطلاقة جديدة في العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، فضلاً عن التعاون مع الحكومة البريطانية الجديدة على كل المستويات بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين. ونقل بيان رئاسي مصري، أن تأكيد ماي «تطلعها للعمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، وحرص بلادها على تقديم المساعدة اللازمة لدعم جهود النهوض بالاقتصاد المصري، بما في ذلك زيادة الاستثمارات البريطانية في مصر، لا سيما في ضوء أن المملكة المتحدة تعد أكبر دولة مستثمرة في مصر». كما أكدت رئيسة وزراء المملكة المتحدة أهمية مصر باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن جهودها في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدةً حرص الحكومة البريطانية على تعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال. وأوضح البيان أن الاتصال تناول عدداً من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومن بينها الحظر الذي لا تزال تفرضه بريطانيا على رحلات الطيران إلى شرم الشيخ والإجراءات التي تتخذها مصر بالتعاون مع السلطات البريطانية سعياً لرفع هذا الحظر، حيث أشادت رئيسة الوزراء البريطانية بالجهود التي يقوم بها الجانب المصري لتعزيز الإجراءات الأمنية بمطار شرم الشيخ. وتم الاتفاق على قيام الجانبين بمواصلة العمل المشترك من أجل استئناف رحلات الطيران إلى شرم الشيخ. كما تطرق الاتصال إلى مستجدات الوضع الإقليمي، وآفاق التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة في عدد من دول المنطقة، بما يساهم في حفظ سيادة تلك الدول ووحدة أراضيها. وتوقع وزير المال المصري عمرو الجارحي، أمس، أن تتراوح إيرادات السياحة خلال العام المالي المنتهي الشهر الماضي، ما بين 4 و4.5 بليون دولار. وقال خلال مؤتمر صحافي «إن الخسائر التي تعرض لها قطاع السياحة في آخر عشرة أشهر هي الأسوأ منذ 15 عاماً».