احتفلت الأكاديمية الإسلامية السعودية في مقرها بولاية فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية بيوم التراث الرابع الذي تنظمه سنوياً للاحتفاء بالتنوع التراثي والثقافي واللغوي والحضاري والاجتماعي وتضمه بين جنباتها ولترسيخ ثقافة التعايش والحوار والتعاون بين الدول والمجتمعات والحضارات الإنسانية. ويهدف الاحتفال الذي جاء تحت عنوان "عالم واحد" إلى إيجاد حلقة وصل بين طلاب وطالبات الأكاديمية الذين يمثلون أكثر من 39 دولة وجالية عربية وإسلامية ودولية من المهاجرين أو العاملين في الولايات المتحدة الأمريكية ومجتمعاتهم الأصلية وتاريخها وحضارتها وتراثها وثقافتها ولغاتها. وأبرز طلاب وطالبات الأكاديمية الذين يمثلون بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية كلاً من اليمن ومصر والأردن وسوريا والعراق والصومال والسودان ولبنان والمغرب وتونس والجزائر وليبيا وعمان وقطر والإمارات والبحرين والكويت وفلسطين وباكستان وإيران وأفغانستان وبنغلاديش بالإضافة إلى الجاليات العربية الأمريكية والإسلامية الأمريكية والأوروبية الأمريكية من خلال الملبوسات والأزياء التراثية التي ارتدوها مدى التنوع الذي تضمه الأكاديمية من الجنسيات والأعراق والثقافات والحضارات التي تحقق أهداف المملكة من إنشائها لخدمة ثقافة التعايش والتعاون بين بني البشر بغض النظر عن خلفياتهم الإنسانية. وصاحب الاحتفال إقامة معرض للأزياء والملبوسات التراثية ومعرض للمأكولات والأطباق التراثية ومعرض للرسوم والصور والفنون التراثية أسهم طلاب وطالبات الأكاديمية في تحضيرها وتجهيزها وتزويدها بالمواد والمعروضات اللازمة لانجاحها وإبراز تنوعها. كما صاحب الاحتفال بمشاركة الطلاب والطالبات عروضاً للأزياء التراثية وطرق ارتدائها وعروضاً للرقصات والعرضات الشعبية والتراثية المتنوعة للبلدان الممثلة في الأكاديمية نالت إعجاب واستحسان الحضور وأظهرت مدى الجهود التي بذلها أساتذة ومسؤولو وطلاب الأكاديمية في التحضير لها. وكانت الاحتفالات قد بدأت بكلمة من مدير عام الأكاديمية فريدة تركستاني رحبت خلالها بالمشاركين من الطلاب والطالبات وعائلاتهم والضيوف موضحة أن جهود طلاب وطالبات الأكاديمية وأعضاء الهيئة التعليمية والإدارية المشتركة وتعاونهم كان الأساس الذي أسهم إلى حد كبير في إنجاح هذه الاحتفالات وإبرازها بالصورة المشرفة التي ظهرت بها. عقب ذلك وقعت مدير عام الأكاديمية وأفراد الطاقم التعليمي والإداري وطلاب وطالبات الأكاديمية من خلال بصمة الإبهام على قماش أبيض يحوي رسماً للكرة الأرضية يقطعه الرقم واحد يمثل ويرمز لأهداف الاحتفالات التي جاءت تحت شعار /عالم واحد/ للتأكيد على أن علاقات التعاون الإنسانية هي الأساس الذي يجب أن تقوم عليه العلاقات بين الشعوب والحضارات والثقافات المختلفة. وأكدت تركستاني في تصريح لوكالة الأنباء السعودية عقب التوقيع مدى التنوع الذي تضمه الأكاديمية موضحة أنها الدليل الحي الذي يثبت ويؤيد دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات والتعاون والتعايش بين المكونات الإنسانية بغض النظر عن الخلفيات. وأبرزت أن الأكاديمية الإسلامية السعودية تضم أكثر من 39 جنسية وجالية عربية وإسلامية وأمريكية ودولية تسهم من خلال الفصول الدراسية والبرامج التعليمية والأنشطة اللافصلية في بناء شخصيات مستقبلية مؤسسة على علاقات التعاون الإنساني وثقافة الحوار والتعايش بين المكونات الإنسانية المختلفة. وأشارت إلى أن الأكاديمية بالإضافة للمناهج التعليمية باللغتين العربية والإنجليزية التي تدرسها للطلاب والطالبات من مرحلة رياض الأطفال وحتى مرحلة الثانوية العامة تقدم برامج لتعليم اللغة الانجليزية لغير الناطقين بها وبرامج لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها تهدف لمساعدة الطلاب بالتغلب على صعوبات اللغة وإكسابهم لغة ثانية تفتح لهم أبواب فرص مستقبلية وتؤمن لهم مهارة إضافية في مستقبلهم العلمي والعملي والثقافي. وأوضحت تركستاني أن الأكاديمية تنظم لطلابها وطالباتها برامج وأنشطة لخدمة المجتمع تتمثل في زيارات لدور المسنين في المنطقة وحملات للتبرع بالدم وخدمة دور الأيتام بالإضافة إلى أن الأكاديمية توفر منشآتها من قاعات وصالات رياضية لاستضافة الأنشطة المجتمعية في محيطها بمنطقة واشنطن الكبرى للتأكيد على علاقات التعاون التي يحث عليها الدين الإسلامي وتعاليمه السماوية التي جاء بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وحثنا على تطبيقها ولحفز طلاب وطالبات الأكاديمية على المشاركة في المجتمعات المختلفة التي يعيشون فيها وعدم الانعزال الذي يعزز الشبهات وينمي ثقافة الشك وعدم اليقين خاصة وأن الكثيرين منهم من عوائل دبلوماسية تحتم ظروف عملها السفر إلى دول مختلفة والعيش في مجتمعات مختلفة لتمثيل بلدانهم وحكوماتهم. وأكدت مدير عام الأكاديمية الإسلامية السعودية بولاية فرجينيا أن الاكاديمية تتميز بعلاقات التعاون والألفة بين مكوناتها وعائلات طلبتها وطالباتها حيث تمثل الأسرة الكبيرة المشتركة لهم التي يلجأون إليها للحصول على الدعم والنصيحة والمساندة في غربتهم.