35 طالباً كويتياً يدرسون الطب في هولندا... في مهب رياح وزارة التعليم العالي! ابتعثوا للدراسة دون أن يعلموا أن عليهم تكملة سنوات التخصص الثلاث باللغة الهولندية، وأن وزارة الصحة، لو أكملوا دراستهم، لن تستقبلهم ضمن كوادرها الطبية، فأين يعملون، هل يشدون الرحال مجدداً إلى هولندا؟ كيف تبتعثهم الوزارة دون أن تكون على علم بمنهج الجامعة التي أُرسلوا للدراسة فيها وإنفاق الأموال الطائلة للحصول على شهادة، لن تؤهلهم للعمل في الكويت؟ وكيف لا يكون في بلد الدراسة ملحق ثقافي يتابع أحوالهم وشؤونهم؟ وكيف، وهي الأهم، سيكملون دراستهم في جامعات أخرى، كما يقول المسؤولون، علما أن الدراسة ستكلفهم سنتين خصماً من سنوات دراستهم في هولندا؟ في «الراي» التي أثارت القضية، حلّ بعض الطلبة ضيوفاً على رئيس التحرير الزميل ماجد العلي، علّهم يجدون الحل الناجع، فيكملون مشوارهم الدراسي بلا منغصات ولا خصم سنوات دراسة كلها من أيام العمر، فيما هم يستعجلون الخطى للعودة الى الوطن وتوظيف خبراتهم في خدمته وخدمة أهله. يقول الطلبة إنهم ابتعثوا لدراسة الطب في جامعة بهولندا، وسارت الأمور على ما يرام في سنوات الدراسة الأولى والثانية والثالثة، حيث كانوا يدرسون المواد العلمية باللغة الإنكليزية، وفقاً لمنهاج الجامعة المبعوثين إليها، حتى كانت المفاجأة على مشارف السنة الرابعة بإبلاغهم أن عليهم تكملة الدراسة في المواد الفنية والطبية المتخصصة ولثلاث سنوات مقبلة باللغة الهولندية، أو ابحثوا عن جامعات أخرى للدراسة فيها. ويضيفون أن الأمر وقع عليهم وقع الصاعقة، كيف ولماذا؟ ولجأوا بطبيعة الحال إلى الجهات المختصة في وزارة التعليم العالي، التي لم تقدم لهم حلولاً ناجعة حتى الآن، وأن جلّ ما قيل ويقال يصبّ في خانة الحل النظري لا العملي. لكن المسؤولين في «التعليم العالي» يؤكدون أن المشكلة في طريقها الى الحل، وأن في إمكانكم الدراسة في جامعات أخرى؟ يرد الطلبة: نعم في إمكاننا الدراسة في جامعات أخرى، لكن هل غاب عن ذهن المسؤولين أننا في حال تم ذلك ستخصم من أعمارنا سنتان، حيث لن نُقبل في الدراسة من حيث وصلنا، متسائلين لماذا لا تسعى وزارة التعليم العالي الى الاتصال بجامعات في ايرلندا والبحرين ومصر والأردن لقبولنا من حيث وصلنا في الدراسة، خصوصاً وأن جامعات هذه البلدان تضم أعداداً كبيرة من الطلبة الكويتيين المبتعثين أو الدراسين على نفقتهم الخاصة، وعلى ذلك فهم ينفقون الملايين من الدنانير على دراستهم في تلك البلدان، ولن يشكل 35 طالباً إضافياً ضغطاً على كليات الطب في تلك الجامعات، لاسيما ونحن مؤهلون لتكملة دراستنا من حيث وصلنا، لأننا درسنا السنوات الأربع باللغة الإنكليزية وكانت درجاتنا جيدة. والأهم من ذلك في رأي الطلبة، هو السؤال: كيف تبتعث وزارة التعليم العالي طلبة للدراسة في جامعات، وفي تخصص مثل الطب دون أن تسأل حتى عن مناهجها ولو لمجرد تكوين فكرة حتى يتمكن المسؤولون من متابعة الطلبة والاطمئنان إلى دراستهم، وهل كانت الوزارة تعلم أن الدراسة فوق السنة الرابعة ستكون باللغة الهولندية، وكيف تبتعثنا الى بلد ليس فيه ملحق ثقافي يشرف على شؤوننا، وهل كانت الوزارة تعلم أيضاً أننا لو أكملنا دراستنا باللغة الهولندية فإن وزارة الصحة، كما علمنا، لن تستقبلنا في كوادرها الطبية؟ في السياق نفسه، كشف وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى لـ «الراي» عن عدد من الإجراءات التي اتخذتها وزارة التعليم العالي، أهمها إبلاغ السفير الهولندي بقرار الجامعة لبحث الموضوع مع إدارتها، ودعوة أهالي الطلبة إلى مراجعة وكيل وزارة التعليم العالي حامد العازمي لحل المشكلة. وأوضح العيسى أن برنامج الجامعة الهولندية بإرسال الطلبة بعد السنة الثانية أو الثالثة لإكمال دراستهم خارج هولندا «كان مفاجئاً لنا ولم نكن نعلم مسبقاً بهذا التوجه، ولكن سنحفظ مستقبل أبنائنا الدراسي»، مبيناً أن «عدد الطلبة الدارسين في هذه الجامعة يبلغ نحو 35 طالباً ولهم حرية إكمال تعليمهم في أي من الجامعات، سواء داخل هولندا أو خارجها وذلك فق الإمكانات المتوافرة». وأوضح العيسى أن وزارة التعليم العالي تنتظر رداً من السفير الهولندي الذي خرج في إجازة إلى بلده في شأن إجراءات الجامعة وشروطها المفاجئة، حيث وعد بمناقشة الأمر مع إدارة الجامعة، مؤكداً في الوقت نفسه أن «للطلبة الكويتيين ممثلاً يحفظ حقوقهم ويراعي شؤونهم وهو المكتب الثقافي الكويتي في فرنسا، ولن يألو جهداً في حل المشكلات والعوائق التي قد يتعرّض لها أبناؤنا الطلبة».