×
محافظة المنطقة الشرقية

آيت عثمان يقود الطموح الجزائري المتجدد

صورة الخبر

ارتدى ملابسه كلمح البصر ورفض تناول الإفطار حتى لا يتأخر على المؤتمر فلم يكن أمامه من الوقت سوى نصف ساعة، ركب سيارته وفي الطريق قابل صديقه الذي أخبره بأنه من الضروري أن يلبس القميص والبنطال ليتناسب مع المؤتمر بدلاً من الكندورة (زي الشباب الإماراتي الرسمي)، فعاد إلى المنزل ليلبس الملابس حسب إرشادات صديقه. أنهى لبسه الجديد وهم بالخروج إلى مقر المؤتمر ولكن قبل دخوله إلى القاعة قابل صديقاً آخر فأخبره بأن تسريحة شعره غير مناسبة، وعلى الرغم من إعجابه بتسريحة شعره إلا أنه قرر تغييرها ليرضيه. وأخيراً كان مستعداً للعرض التقديمي ولكنه أراد أن يتأكد من فاعلية إدارته للعرض فجرب أن يقدمه أمام بعض الزملاء ولكن لم يزده ذلك إلا مدخلات سلبية لتأخذ حيزاً كبيراً في التأثير على شخصيته فلقد انتقدوا جوانب أساسية كنبرة صوته وحركات يده. بعد الانتهاء من المؤتمر، يعود إلى البيت ومعه تسجيل يخص العرض الذي قدمه، ويبدأ بتشغيله ليشاهده بكل فخر مع والده، ولكن بعد الانتهاء من مشاهدة العرض سأله والده بتلقائية من هذا الرجل الذي يتكلم؟، اكتشف بعدها أنه بالفعل شارك وخرج بجسده في المؤتمر ولكنه لم يكن هو من يتكلم بل مزيج من آراء الناس. للأسف استنزفت مشاركته في هذا المؤتمر الكثير من الجهد والوقت لأنه لم يذق فيها طعم الراحة بسبب تلبية رغبات الجميع. لولا اختلاف الآراء لبارت السلع مقولة تبين لنا أن آراء الناس تختلف وهذا الاختلاف يثبت أن كل شخص له ذوقه الخاص في إدارة أمور الحياة، فليس من الضروري أن يتفق معنا كل الناس فالله لم يخلق شخصين متماثلين تماماً في الأفكار والسلوك. قد ينعدم عند البعض الشعور بالرضا والسعادة فيصبح الأمل أبعد بكثير من مساحة أحلامهم. بعض الناس لا يمتلكون المال والمنصب الذي يسعى إليه الكثير ولكنهم يشعرون بأنهم يملكون كل شيء وآخرون لا ينقصهم شيء ولكنهم دائماً يشعرون بالنقص، وذلك لأنهم يأخذون رأي الناس بعين الاعتبار لتستمر الحياة بشكل أفضل، فتتلاشى الحدود ويبدأ الاستغلال. لو تأملنا ما حولنا فسنجد الكثير من هذه النوعية قد يكونون تربوا في بيئة تم فيها التهميش أو الاستخفاف باحتياجاتهم منذ الصغر وفي الوقت ذاته كان يتوقع منهم التبرير المستمر للسلوك، فينعكس عليهم على المدى البعيد في مرحلة الرشد حيث يكونوا محاصرين بين توقعات الآخرين وتحقيق رغباتهم، وفي نهاية المطاف، حين يكتفي الناس من خدماتهم لا يتم التقدير لشخصهم بل لحجم المهمات التي يمكنهم تأديتها. الرغبة في إرضاء الناس قد تُدخل البعض في دائرة القبول المؤقت لأنه سيتم الدوران بداخلها وهم يعيشون بكابوس رضى الناس الذي لن يصلوا إليه مهما حاولوا، فما فائدة اكتساب رضا الناس وخسارة رضا النفس. لذلك لا تجعل عقلك رهينة لآراء البشر واختصر على نفسك المسألة ودعهم يقولوا ما يريدون وافعل أنت ما تريد.