وصف مثقفون زيارة وزير الثقافة والإعلام لـ «أدبي جدة» أخيراً، بمثابة وضع النقاط على الحروف في كثير من همومهم. ويرى الشاعر أحمد عائل فقيهي أن لقاء الوزير مع الأدباء والمثقفين كسر حالة الجمود التي كانت تسود الوسط الثقافي والأدبي تجاه القيادة الجديدة في الوزارة، وتميز بحميمية وعبر لغة وحوار مفتوح ومباشر طرح من خلاله الكثير من القضايا والمسائل التي تهم الواقع الثقافي والأدبي، وتتصل اتصالا مباشرا بهموم وهواجس الكثير من الكتاب والمثقفين والمهتمين بالواقع الثقافي. لافتا إلى أن أبرز ما تم طرحه إعادة النظر في واقع المؤسسات الثقافية مثل الأندية الأدبية، وجمعية الثقافة والفنون بفروعها المختلفة في المملكة، بما يتفق مع الرؤية الوطنية 2030. مؤكدا أنه طرح على الوزير أهمية ترجمة الرؤية الوطنية من خلال خلق ثقافة مستقبلية والتصدي لثقافة الممانعة داخل المجتمع كونها تحول دون تحقيق الكثير من الطموحات الثقافية والفكرية والاجتماعية. مشيرا إلى أن العمل على التحول يتطلب تضافرا للجهود بشقيها المؤسسي والثقافي عبر الجامعات ببعدها العلمي والأندية الأدبية ببعدها الثقافي. مؤكدا أن الوزير بعث الطمأنينة بتبني وزارة الثقافة والإعلام مشروعا وطنيا يتجه إلى بناء مجتمع أكثر اتصالا وتفاعلا مع العالم. لافتا إلى أن الوزير يحمل أفكارا جديدة وخلاقة وشابة تحفز على أن تتضافر الجهود من النخبة المثقفة مع هذا الوزير الشاب والطموح، خصوصا في ظل اهتمام الدولة بحضور المرأة في صناعة هذا التحول وإعطائها دورا حقيقيا بعيدا عن الثقافة المعيقة لأي تطور ثقافي وفكري ومعرفي. ويؤكد المسرحي فهد ردة الحارثي أنه ربما لا جديد حتى الآن سوى مجرد عناوين نظل ننتظر ما تحتها وما بين سطورها وحين نلمس شيئا نحدد الانطباع. وأضاف أن الشيء الوحيد المبهج كان تحرك الوزير ولقاءه بالمثقف والأديب وذهابه إليهم وليس حضورهم عنده كما جرت عادة البعض. ووصف الإعلامي ناصر العمري اللقاء بخطوة جيدة ومهمة جدا للاطلاع على آمال وتطلعات وهموم المثقفين ومعوقات العمل الثقافي، خصوصا وأن هناك خطوات مهمة يجب على الوزارة أن تتبناها. مؤملا أن تتحول الرؤية إلى واقع معاش ينقل الراهن الثقافي إلى واقع أفضل بدءا من فتح معاهد ومجمع ملكي للفنون وإتاحة الفرصة للمرأة لمشاركة أوسع في إدارة الشأن الثقافي، والاهتمام بمسرح الطفل والمسرح والفنون المختلفة وافتتاح أكاديميات تمثل خطوات عمل وانفراجة ثقافية تشي بالمزيد من العمل الثقافي الجاد. مؤكدا أنه في ذاته الوقت نحتاج المزيد من التخطيط الجيد لكي تكون ولادة الرؤية الثقافية ناضجة وقوية وتسهم في إيجاد ثقافة سعودية أصيلة ومتمكنة وجادة وتملك القدرة على الصناعة لمكونات الثقافة المختلفة. فيما قال الكاتب محمد الدخيل «الانطباع مريح بلا شك، لكن في رأيي هذه المرحلة من ثقافتنا تحتاج إلى رجل فعال ونشط وصاحب رؤية إلى جوار الوزير بحجم الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي أسهم في إحداث نقلة نوعية في العمل الثقافي مؤسسيا». وعد الشاعر فيصل الصقري اللقاء نقلة كبيرة انتظرها المثقف عاما كاملا، متطلعا إلى أن يتم تنفيذ ما وعد به خصوصا المجمع الملكي للفنون، وأضاف سننتظر بتفاؤل كبير مشاريعنا الثقافية المقبلة.