أكد سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، أن الإمارة تعد قبلة إقليمية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وتولي حكومتها اهتماماً خاصاً بهذا القطاع، وترغب في تعزيز هذه المكانة والحفاظ على صدارتها له. جاء ذلك عقب توقيع سموه والدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أمس، في ديوان الحاكم، على مذكرة تفاهم بين حكومة عجمان والأكاديمية، للتشارك في إقامة فرع للأكاديمية في عجمان. أكد أن هذه المذكرة تسعى إلى إنشاء علاقة تعاون وفتح قنوات تنسيق وتواصل في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بغية تبادل الخبرات والمعارف بينهما، والمتمثلة في النظم التشريعية والإدارية والمالية والوسائل الفنية والتقنية أيضاً، بما له من انعكاس إيجابي على مجمل العلاقة بين الجانبين، والتشارك في إقامة فرع أكاديمي في إمارة عجمان. وقال سموه إن أهمية توقيع المذكرة تكمن في توثيق علاقة التعاون في إطار رسمي ومؤسسي كي يكون أساساً ومنطلقاً لبدء الخطوات التنفيذية اللازمة نحو تحقيق تلك الرغبة وتنفيذها. وأوضح سموه أن المذكرة تتضمن مجموعة من الأهداف، من بينها الإعداد الجيد الذي من شأنه بناء علاقة التعاون واستدامتها، وتحقيق أهداف إيجابية مشتركة، من خلال وضع الأطر الرئيسية للعمل المشترك، بالتنسيق مع الجهة المختصة لإيجاد سبل التعاون الحالية والمستقبلية في مختلف المجالات والأنشطة، والاستفادة من الخبرات التراكمية بين الجانبين، وتبادل الدراسات والبحوث الرامية إلى تجويد العمل المؤسسي، بما في ذلك تسخير جهود العمل المشترك، بما يسهم في تحقيق رؤية كل طرف، وفي إطار الخطة الاستراتيجية الموضوعة لكل منهما، والإسهام في دعم مسيرة التعليم العالي والبحث العلمي في منطقة الخليج العربي، على وجه الخصوص، وفي المنطقة العربية بشكل عام، ووضع وتحديد أسس وأحكام اتفاقية الشراكة المزمع إبرامها لاحقاً بين الطرفين، لإنشاء فرع للأكاديمية في عجمان، وفقا للوائح الأكاديمية ونظمها التي اعتمدها مجلس وزراء النقل العرب، وعلى أساس أن تقوم الأكاديمية بإعداد المناهج الدراسية واختيار أعضاء هيئة التدريس والموظفين، والاضطلاع بإدارة العملية التعليمية والأكاديمية بشكل عام، وبما يتماثل مع منظومة العمل في كل مقار الأكاديمية وفروعها، على أن تتولى الحكومة تقديم الدعم اللوجستي كمقر الفرع بكامل منشآته وتجهيزاته التعليمية وغيرها، وفقاً لأرقى معايير الجودة والتميز، وبحسب المعمول به في الأكاديمية. وأضاف أنه من ضمن الأهداف أيضاً توثيق التعاون في المجالات ذات الصلة، وتطوير الآليات لتنفيذها، وإنشاء قاعدة بيانات موحدة تتضمن جميع البيانات والمعلومات والمستندات التي تتعلق بموضوع المذكرة، لضمان سهولة الوصول إلى هذه البيانات والمعلومات والمستندات وتحديثها من وقت إلى آخر. ونصت المذكرة على أهمية التعاون والتنسيق في المسائل الإدارية والفنية، وتشمل التعليم العالي والبحث العلمي، والبحوث، والدراسات المتخصصة، وتبادل الخبرات العملية، وأفضل الممارسات، وكذلك برامج تنمية وتدريب الموارد البشرية والتنظيم المؤسسي قانونياً وإدارياً ومالياً، والتعاون في التنظيم والمشاركة في المؤتمرات والمعارض والندوات العلمية والدورات التدريبية وورش العمل، المتعلقة بموضوعات المذكرة، وغيرها من الفعاليات والتعاون لتعزيز شراكة كل طرف مع الشركاء الاستراتيجيين للطرف الآخر، وأية مجالات أو أنشطة أخرى تسهم في تحقيق الأهداف المرجوة. كما تضمنت بنود مذكرة التفاهم تشكيل لجنة مشتركة بمعرفة الجهة المختصة، وتسمية ممثلي كل طرف، خلال أسبوعين من تاريخ التوقيع، تتولى تنفيذ المهام ومتابعة تطبيق بنود هذه المذكرة وتقديم أي اقتراحات تتعلق بها، ووضع الخطط العملية والبرامج الزمنية اللازمة لتنفيذ المهام المنوطة بكل طرف، وتحديد المتطلبات اللازمة لذلك وسبل توفيرها، ورصد وتقييم مؤشرات الأداء الخاصة بهذه المذكرة، من خلال عقد الاجتماعات الدورية، ورفع التقارير إلى الإدارة العليا عن سير العمل في تنفيذ بنود المذكرة والتوصيات التي تراها مناسبة في هذا الصدد. وشددت على تنفذ الأنشطة والمشاريع المنبثقة عنها من خلال اتفاقات فرعية خاصة، تحت إشراف الجهة المختصة تلحق بهذه المذكرة وتتفرع عنها، لتغطي أهداف المشروع أو النشاط المعني ومدته، ومرجعية النشاطات والاختصاصات التي يكلف بها كل طرف وتحديد المسائل الإدارية والمالية والفنية المقررة للنشاط، أو المشروع المعني وبيان مسؤوليات كل طرف وحصته والتزامه. وتدخل هذه المذكرة حيز التنفيذ ويسري العمل بها بمجرد توقيع الطرفين عليها. وكان سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، استقبل في مكتبه بديوان الحاكم، الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية، ومقرها الإسكندرية، حيث تقوم بالتعليم والتدريب والأعمال البحثية. وجرى خلال اللقاء استعراض آليات تطوير التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بين حكومة عجمان والأكاديمية، فيما استمع سمو الشيخ عمار بن حميد، من رئيس الأكاديمية إلى شرح واف عن إنجازات وأهداف واستراتيجية وخطط وبرامج تطويرية ومشاريع مستقبلية تنوي الأكاديمية تنفيذها في المرحلة المقبلة. كما اطلع سموه على أهم الكليات والتخصصات التي يتم تدريسها في الأكاديمية، ومنها النقل البحري والتكنولوجيا، والنقل الدولي، والهندسة والتكنولوجيا، والحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، والإدارة والتكنولوجيا، وإدارة الإعلام والسياحة والفندقة، واللغة والاتصال. وتلقى سمو الشيخ عمار بن حميد، عقب توقيع المذكرة واللقاء، هدية تذكارية من الدكتور عبد الغفار. حضر اللقاء الدكتور ماجد بن سعيد النعيمي، رئيس ديوان الحاكم، وعبدالله أمين الشرفا، المستشار في الديوان، وحمد راشد النعيمي، مدير الديوان، وسالم المطروشي، نائب مدير الديوان، وأحمد إبراهيم الغملاسي، رئيس مكتب سمو ولي العهد، وعدد من كبار المسؤولين. (وام)