×
محافظة المنطقة الشرقية

والد جندي مسلم قتل بالعراق يرد عبر CNN على انتقاد ترامب له: عليه أن يستمع لأمريكا والعالم

صورة الخبر

جمال الدويري المبادرات العربية الإيجابية والمستقبلية التي تطلق في أكثر من دولة، لماذا لا يصار إلى تبنيها من قبل جامعة الدول العربية لدراستها وتعميمها على جميع الدول الأعضاء. ما نتحدث عنه هنا ليس دوراً سياسياً للجامعة، بل دور تنويري وتربوي واجتماعي، وثقافي ورياضي أيضاً، يمكن لجامعتنا أن تلعبه، فقد لا تجد صعوبة كبيرة، من خلاله، في لم شمل العرب على طاولة مباحثات، لمناقشة قضية تربوية أو اجتماعية تخص أبناء الدول الأعضاء. ما يقودنا إلى هذا الحديث، مبادرة التربية الأخلاقية التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مؤخراً، إذ إن تبنّي مثل هذه المبادرة عربياً، وتعميمها، عبر اجتماعات تقودها الجامعة مع وزراء التربية العرب، سيصل حتماً إلى نتائج أفضل بكثير، ممّا لو التأم شملها على مناقشة قضية سياسية لن تغير في رأي أحد من المجتمعين قيد أنملة. الدعوة إلى تبنّي أفكار خلاقة والعمل على تنفيذها، يجب أن تطال كل فكرة عربية أو حتى أجنبية، قد تؤتي نفعاً لأجيال المستقبل، لأن الجيل المقبل بحاجة أكثر ممّن سبقوه إلى ضبط تصرفاته وأخلاقه وتوجهاته. لا أحد ينكر خطر الإرهاب الذي يتربّص بنا في كل مكان، وما حدث وسيحدث بات يشير إلى أن الإرهاب والسلوكات الإجرامية، ليس لهما لا وطن ولا دين، فالذي يصلي في الحرم النبوي مستهدف، ومن يزور مركز تسوق مستهدف، ومن يرقص في ناد لـ المثليين مستهدف، والقاتل إما إرهابي أو مجرم أو مختل، ولا سبب في هذا كله إلا قلة التربية المسؤولة والواعية. هذا كله يوجب ضرورة الانتباه إلى تربية أبناء المستقبل وأخلاقهم، كي لا يكونوا إرهابيين ولا مجرمين ولا شاذين، وما أصعب هذه المهمة في زمن أب وأم هما أصلاً منشغلان عن أبنائهما. الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقتنا العربية ستلقي بظلالها بلا شك على مستقبل أبناء الجيل القادم، جيل سيكون مكبلاً بقيود الحرب والبارود والانتقام، فقد تلطخ جسده بالدماء أكثر من الماء، وشاهد من الرعب أكثر مما شاهد من ألعاب الكرتون. كل مبادرة، كدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، يجب أن تُتبنّى وبقوة وتزرع في نفوس النشء على شكل قيم تسامح ومحبة وأخلاق حميدة، وإن كنت أجزم بأن أبناء الإمارات هم أقل حاجة إلى مثل هذه المادة، لحسن أخلاقهم، إلا أن دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تنشد المحافظة على مستوى أخلاق أجيال تربت على يد المغفور له، بإذن الله، زايد الخير. فهل تحرص جامعتنا على أخلاق الجيل القادم، بعدما فشلت في لمّ شتات الماضي. jamal@daralkhaleej.ae