الإعلام الرياضي أصبح المرآة التي تعكس ردود الفعل الإيجابية والسلبية للمدرج الرياضي .. وصدى لصوت الجماهير يزداد حدة على قدر ما تفرزه اللقاءات الكروية التنافسية من تجاوزات وأخطاء فنية أو تحكيمية وإدارية .. مما يزيد الوضع اشتعالا .. والسبب أن المنتسبين لهذا الإعلام خرجوا من رحم المدرجات .. والغالبية منهم وقبل أن ينضموا إلى المنابر المنتشرة .. تناسوا أن يبدلوا عباءة التعصب برداء الحيادية والاتزان .. ومن البديهي أن مقومات العمل داخل وسائل الإعلام المختلفة تحمل أهدافا اجتماعية معلنة .. وأخرى استثمارية بحتة .. ولكنها في النهاية تسعى بكل ما تملك من عناصر وأدوات إلى تحقيق الانتشار الواسع والتسويق الربحي . وفي الإعلام يتحكم المال في صناعة الوسيلة وتحقيق أهدافها التجارية .. كما أن الإعلام الرياضي يتبادل الأدوار مع المدرجات .. وساهمت المؤسسة الرياضية (اتحاد الكرة) ولجانه المختلفة .. في خلق نوع من الفوضى .. من خلال عشوائية القرارات تارة، وسوء التنظيم تارة أخرى .. وساهم هذا الجمع في خلط الأوراق .. ودفع الإعلام الرياضي إلى أن يكون ساحة المواجهة لمنافسات مشحونة سلفا .. وقاد تشابك المصالح والنفوذ .. إلى خلق أجواء قفزت فوق مرحلة النضوج. فمن التثقيف والتنوير .. تحول المنبر الإعلامي إلى مدرج مصغر .. وميدان للمعارك الإعلامية ذات الميول والأهداف المشبوهة .. بين من هبطوا بالمظلات على المنابر، ومن دخلوا من الأبواب الخلفية .. برعاية الوسيلة الإعلامية التي أصبحت هي من تصنع الضجيج، وتقذف به للمدرجات لاستكمال الحلقة .. وزيادة الاحتقان وتأجيج الشارع الرياضي .. جماهير ولاعبين وإداريين وفنيين. وأصبح المدرج في أحيان كثيرة.. إما أن يتبادل الأدوار مع الإعلام أو يقوده .. على الرغم من وجود شرائح كبيرة من الرياضيين يملكون من الوعي ما يجعلهم بمنأى عن تلك المهاترات الإعلامية .. والطوفان وتلاطم الأمواج والتحريض وصغائر الأمور . متى نرى الأندية تمارس دورها وتسلك طريقها نحو تنشئة جيل رياضي ؟ .. تمده وسائل الإعلام بوجبة تثقيفية واعية ودسمة. متى يساهم رجال المال والأعمال ووجهاء المجتمع وكبار القوم بالخطط الاستثمارية ذات العوائد المالية والتربوية ؟ .. ــ بعيدا عن التشنج والتعصب ــ .. تحت رعاية دعم حكومي مؤسساتي محترف .. عبر برامج وخطط تستثمر العقول والأبدان .. وتوفر بيئة صحية خصبة .. وبنية تحتية متكاملة للأندية من ملاعب تدريب وصالات رياضية ومقرات إداريه ومشاريع استثمارية.