×
محافظة المنطقة الشرقية

اقتصادي / بنك التسليف يكرم أول دفعة من المدربين الوطنيين لبرنامج " امبريتك "

صورة الخبر

الشارقة: غيث خوري يُعتبر النشر الإلكتروني من أهم التقنيات المعاصرة التي شهدتها صناعة النشر، والتي أسهمت بشكل مباشر في تعميم المعرفة، وإيصالها إلى أي مكان في العالم، وقد فرض النشر الإلكتروني نفسه، إلى جانب النشر الورقي، وأصبح يوازيه من حيث الاستثمار وعائداته، كما أصبح بديلاً بالنسبة لجزء مهم من القُرّاء حول العالم، ومن هنا فقد سعت دولة الإمارات العربية المتحدة لمواكبة هذه الثورة الرقمية، من خلال سن مجموعة من القوانين والتشريعات في مجال حقوق الملكية والنشر الإلكتروني، وتوفير بنية فنية وتقنية تسمح بإرساء أسس هذه الصناعة المتنامية بشكل مستمر. وللوقوف على حال صناعة النشر الإلكتروني اليوم في الإمارات، استطلعت الخليج آراء أصحاب بعض دور النشر حول ما تم إنجازه في هذا المجال، وما هي الخطوات التي اتخذوها في التوجه نحو هذا النوع من النشر. اعتبر خالد العيسى، رئيس مجلس إدارة دار هماليل للإعلام والنشر، أن مستقبل النشر الإلكتروني في الإمارات مبشر وواعد، خصوصاً في ظل التطور التقني الكبير الذي تشهده الدولة في مختلف مجالات الحياة، حيث يقضي سكان الإمارات معظم احتياجاتهم، من خلال الفضاء الإلكتروني وتطبيقاته، سواء في البنوك أو الدوائر الحكومية أو مواقع التسوق، الأمر الذي يوفر الأرضية لانتشار وتطور النشر الرقمي. وأضاف، نظراً للتوجه العالمي الكبير نحو الكتاب الإلكتروني، رأت دار هماليل ضرورة دخول هذه الموجة العالمية في عالم صناعة النشر، حيث يتيح الجانب الإلكتروني انتشاراً واسعاً وكبيراً، إضافة إلى العائد المادي الجيد، وعليه؛ فقد بدأت هماليل من خلال موقعها الإلكتروني، وفتحت نافذة البيع على عدة مستويات، أولها إيصال الكتاب المادي بصيغته الورقية عبر طلبه من الزبون إلى مكان إقامته، وثانيها توفير الكتاب الإلكتروني بصيغ مختلفة (بـ د ف - آي بوب) والآي بوب هي صيغة تمنح تقنيات أعلى، حيث تمكن القارئ من إجراء التعديلات، كالنسخ ووضع العلامات والإشارات، وتوفير نسخة صغيرة مجانية تحوي جزءاً من صفحات الكتاب، تمكن القارئ من أخذ لمحة أو فكرة عن الكتاب قبل شرائه. وأوضح العيسى أن هماليل قامت بعقد شراكات لعرض فكرتها - كتابها، مع جهات متعددة لديها الخبرة والتجربة في النشر الرقمي، مثل مكتبة جرير، وموقع غوغل الذي أصبح إحدى أهم منصات الكتب الإلكترونية في العالم. وقال العيسى، تسعى دار هماليل إلى توفير الكتاب الإلكتروني بسعر رمزي بسيط، بحيث يكون في متناول الجميع، فنحن اليوم في الإمارات نشهد عدة مبادرات مهمة وكبيرة من حيث النوع والكم في عالم الكتاب والقراءة، والتي ستكون إحدى نتائجها المباشرة تشجيع صناعة الكتاب، لذلك لابد من ملاقاة هذه المبادرات والإسهام الإيجابي ضمن هذا السياق، عبر نشر الكتاب في جميع أشكاله وإيصاله إلى أوسع الشرائح المجتمعية. من جانبه، قال الشاعر علي الشعالي، مدير دار الهدهد: بالنسبة لنا فنحن نحاول أن نوفر كتب الأطفال بصيغتها الورقية أولاً، ومن ثمّ وضعها في أوعية ومنصات مختلفة، أمّا فيما يتعلق بالنشر الرقمي، فإنه بكل صدق وأمانة لم ندخل هذا المضمار بشكل جدي حتى الآن، كما هي حال الكثير من دور النشر العاملة في الإمارات مضيفاً أن العذر الوحيد الذي يجده لنفسه ولزملائه الناشرين في الإمارات على التأخر في مضمار النشر الإلكتروني، هو أن النشر بشكله التقليدي لم يؤتِ ثماره بعد، على عكس ما يحدث في الدول المتقدمة في صناعة النشر، حيث إنه بعد أن يحصل الكتاب على انتباه القراء ويبيع الطبعة الأولى، يبدأ الناشر بفكرة بيعه في غلاف صلب، ثم يفكر في توفيره في وعاء إلكتروني مقروء ثم مسموع وهكذا، وبهذا يشق الكتاب طريقه عبر الأقنية المختلفة، أمّا إذا لم يبع الكتاب طبعته الأولى فهناك نوع من المغامرة أن تستثمر فيه. إضافة إلى ما ذكر، يوضح الشعالي أن الكثير من القائمين على دور النشر الإماراتية، وهو منهم، ليسوا مختصين أصلاً في هذا المجال، حيث هم يخوضون غمار التجربة، ويقومون باجتهاداتهم الشخصية وتطوير أنفسهم من خلال الدورات والمؤتمرات المتخصصة، لكن أيضاً هناك جانب معرفي وفني مازال الناشرون يفتقدونه، وهو بحاجة إلى التطوير مع الوقت. وأضاف أن الكثيرين ينظرون إلى النشر الرقمي باعتباره مجرد تحويل الكتاب إلى صيغة معينة، ومن ثمّ رفعه على الإنترنت فقط، دون تكاليف استثمارية كبيرة، وفي الواقع هذا منظور تغيب عنه الكثير من الحقائق، فعندما يقرر الناشر الخوض في هذا المجال، فإنه بحاجة إلى فريق موازٍ لفريق النشر الورقي، فريق يعمل على إنتاج الكتاب بأشكال مختلفة ومتكاملة، وآليات الشراء والدفع، وفي حال حدوث أي خلل يجب أن تكون الاستجابة سريعة من فريق الدعم الفني، كما يجب أن تكون الاستجابة سريعة للطلبات المتزايدة على الكتاب في حال نجاحه، وهكذا فإن حجم الاستثمار سيتضاعف وبالتالي حجم العمل والجهد. وأشار الشعالي إلى أنه مهما كانت الأسباب التي ذُكرت، فإن ذلك لا يمنع من بذل الجهد والعمل الدؤوب والتوجه نحو النشر الرقمي الذي أصبح في بعض الدول من أهم الصناعات الاستراتيجة، لذلك لابد من تقديم الحلول الإبداعية لتلافي القصور، كأن تقوم المؤسسات الساعية إلى تطوير صناعة النشر، والتي تنظر إلى المسألة نظرة استراتيجية، بعقد شراكات موسعة على كل الصُعد المحلية والإقليمية والعالمية، بحيث تسمح هذه الشراكات للخوض في مجالات يصعب على الناشر أن يخوض فيها منفرداً.