×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة الدمام تعلن الدفعة الثالثة من المقبولات

صورة الخبر

طغى الوجه الفني والإبداعي على لبنان مساء أمس الأول. وعلى الرغم مما تعانيه «بلاد الأرز» من صعوبات وأزمات، فإن ثلاث ساعات في ضيافة مهرجانات «biaf» كانت كفيلة بأخذه إلى مساحة من الفرح والأمل والنجاح التي هو بأشدّ الحاجة إليها في هذا الوقت، ولعلّها تلتصق به في كل وقت. أقيمت الدورة السابعة من مهرجانات بيروت الدولية للتكريم، والتي حملت اسم الجنرال فؤاد شهاب مساء الخميس في الزيتونة باي - بيروت، وذلك بعد يوم واحد على دخول هذه المهرجانات، كتاب غينيس للأرقام القياسية من بوابة أطول سجادة حمراء بطول 505 كيلومترات. هذا الحفل الذي يختص بتكريم المبدعين من حول العالم أياً كان مجال عملهم، كان هذه السنة تحت رعاية الرئيس سعد الحريري الذي حضره كما العديد من الشخصيات السياسية الذين كانوا جنباً إلى جنب مع نجوم لبنانيين وعرب وعالميين، لتختلط السياسة بالفن تحت سقف «بياف 2016»، ويمتزجان بالإبداع والجمال في محاولة لإعادة الصورة الحضارية والجميلة للبنان - الحياة. الحفل الذي نُقلت أحداثه عبر شاشتيْ «mtv» اللبنانية و«on tv» المصرية والذي قدّمه الإعلامي فادي شهوان وملكة جمال لبنان السابقة كريستينا صوايا، طغى على المداخلات فيه ملف الفراغ في رئاسة الجمهورية، في حين فاجأت الممثلة نادين الراسي الحاضرين حين اعتلت المسرح لتقديم جائزة لأحد المكرَّمين إذ قالت: بسم الله الرحمن الرحيم مع رسم شارة الصليب، في ما بدا رسالة تضامن ومحبة في زمن الإرهاب. وبدأ الحفل، الذي كان انطلق على الـ redcarpet ابتداءً من السادسة مساءً، بالنشيد الوطني اللبناني ثم ألقى د. ميشال ضاهر، وهو مؤسس ورئيس «بياف» كلمة تحدّث فيها عن نجاحات المهرجان معدّداً نشاطاته لهذا العام قبل أن يفتتح الرئيس الحريري فاعليات الدورة السابعة من بياف حيث قال: «إن شاء الله تكون نهاية هذه السنة خيرا، ونأمل انتخاب رئيس، وإن شاء الله بافتتاح البياف يكون بداية هذا المسار». وقد خُصصت الجوائز التكريمية لـ 22 شخصية من مجالات مختلفة. وكان أول المكرمين البطريرك الماروني السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي خصصت جائزة تكريمية له على مواقفه ونشاطاته. وقد تم تكريمه في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان وعُرض فيديو يظهر هذا التكريم. الجائزة الثانية كانت للنائبة بهية الحريري التي حضرت هذا الحفل وقام الرئيس سعد الحريري بتسليمها الجائزة حيث قال: «إلي الشرف كون هون، عندما عرفت أنه بدي كرم عمتي بهية وهي الإنسانة التي كانت دائماً إلى جانبنا وإلى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي تستحق كل تكريم وشي نهار بخبركم قصص عنها». وهنا طُلب إليه أن يخبر قصة واحدة على الأقل فوافق وقال: «بذكر قصة واحدة، أنا وصغير كنت راجع من المدرسة، وكان عمري تسع سنين وما كنت عامل منيح بالصف فكنت مزعوج، فراحت تنصحني قبل أن أذهب إلى غرفتي، لاحقاً مررت بجانب غرفتها فوجدتها تبكي، هذه هي بهية الحريري». وبعدها صعدت النائبة بهية الحريري على المسرح لتتسلَّم جائزتها فقام الرئيس الحريري بتقبيل يدها ورأسها قبل أن يقدّم إليها الجائزة لتقول في كلمة مختصرة: «للذين أرادوا أن يقطعوا الطريق على بناء الدولة المدنية الحديثة، أحبّ أن أقول لهم ومن هذا المكان إن ما من قوة تمنع اللبنانيين من بناء دولتهم المدنية الحديثة». الفنانة الفرنسية إيلين سيغارا كانت ثالث المكرَّمين في ليلة بياف 2016 وهي التي مضى أكثر من 31 عاماً على مشوارها الفني الذي تكلّل بنجاحات عديدة، وقدّمت الجائزة لها الفنانة كارول سماحة التي أدّت أغنية «هيدا قدري». وبعدها كانت «قنبلة» الحفل مع الممثلة التركية مريم أوزرلي التي اشتهرت بشخصية السلطانة هويام والتي حضرت إلى المهرجان، وهذا ما اعتُبر نجاحاً في ذاته لـ «بياف»، وقد تم تكريمها بجائزة عن مجمل أعمالها. وقد عبّرت أوزرلي التي سحرت الحاضرين والجمهور عن محبتها لبيروت في كلمة مختصرة ألقتها عقب نَيلها الجائزة وكانت قد بدأتها بعبارة «حبيبتي بيروت». إيفون عبد الباقي من الإكوادور لكن من أصول لبنانية وهي سفيرة الإكوادور في الولايات المتحدة ومستشارة شؤون دولية للإكوادور وسفيرة أيضاً في الأمم المتحدة، نالت جائزة تكريمية عن مشوار نجاحها المهني وقالت في كلمة مختصرة عقب نيلها الجائزة: «صحيح خلقت بالإكوادور بس الأصل هو الأهمّ ولبنان أحلى بلد وبترجّاكم فكروا فيه ورجّعوه، أفضل ما إجي أنا وإترشح لمنصب الرئاسة الأولى»! بعدها كان دور مصمم الأزياء الإيطالي روكو باروكو لنيل جائزة تكريمية عن مجمل أعماله. واللافت هنا أنه ألقى كلمة مختصرة عقب نيله جائزته باللغة الإيطالية مع غياب أي مترجم على المسرح وبالتالي لم يفهم أحد ما قاله. الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب نالت جائزة تكريمية عن مجمل أعمالها، وهي عبّرت عن سعادتها بها وعن مدى حاجتها إليها أيضاً في هذه المرحلة من حياتها وبعد ما مرّت به من صعوبات، قبل أن تقدّم أغنية لبلدها. الجائزة التكريمية الثامنة كانت من نصيب مخرج الحفل كميل طانيوس، أما التكريم التاسع فذهب إلى رجل الأعمال علي جابر حيث تم تكريمه على مشروعه الذي يهدف إلى حل أزمة زحمة السير في لبنان. وشكّل حضور رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة هذا الحفل علامة تعجب للبعض فيما اعتبر البعض الآخر أن حضوره بدهي باعتبار أنه صاحب محطة on tv التي عملت على نقل وقائع الحفل، وهو قام مع الإعلامية اللبنانية رولا صفا بتقديم جائزة تكريمية إلى رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، سبقها استثنائياً تخصيص أبو هشيمة بتقرير عن مسيرته المهنية قبل صعوده إلى المسرح. وكان لافتاً تكريم كل من الممثّلة اللبنانية إلسي فرنينة التي مضى أكثر من 40 عاماً على مشوارها الفني ثم زوجها الممثل جورج شلهوب الذي يُعتبر رفيق دربها في الحياة وعلى الشاشة. وبعد تقديم جائزة إلى الفنانة العالمية جين منسن التي قدمت في حياتها الفنية أكثر من 20 ألبوماً غنائياً، كان دور جائزة لصاحب شركة تريليوم هولدنغ مصطفى أحمد، كما نال الدكتور رائد لطوف جائزة تكريماً على نجاحه في مجال طب الأسنان التجميلي. عازف البيانو الأرجنتيني راوول دي بلازيو نال جائزة تكريمية عن مجمل أعماله دعا بعدها إلى بناء «جسر موسيقى وسلام». ولم يغب الموسيقي اللبناني الموهوب ميشال فاضل عن ساحة بياف 2016 فهو نال جائزة تكريماً لنجاحاته التي تخطت حدود بلده، قبل أن يقدّم مع دي بلازيو محطة موسيقية عبقت بالإبداع وتفاعل معها الحضور بقوّة. ثم كانت جائزتان لكل من رجل الأعمال نيكولا موصللي والكابتن العراقي فريد لفتة وهو الذي نجح بكسر الكثير من الأرقام القياسية، قبل أن يتم تكريم النائب في البرلمان الفرنسي الدكتور إيلي عبود الذي هو من أصول لبنانية. وكان بارزاً منْح قائد الأوركسترا العالمي، قائد أوركسترا الفيلهرموني الملكي في لندن، فارتان ميلكونيان جائزة تكريمية له عن مجمل أعماله ونجاحاته، تحدّث بعدها عن نشأته في ميتم في منطقة جبيل ثم انتقاله طفلاً إلى بيروت حيث باع العلكة في الشوارع، معترفاً: «وكنتُ كلما حلّ المغيب أشعر بالقلق والخوف إذ لم يكن لديّ مكان أذهب إليه، وانظروا إليّ الآن». أما الجائزة التكريمية الأخيرة في حفل بياف 2016 فكانت من نصيب الفنانة اليونانية أنجيلا ديميتريو التي اختتمت مجريات الحفل على أنغام أغنيتها الشهيرة «ماغاباي» التي رقص معها مَن بقي من النجوم على المسرح. «بياف»... في عيون ساسةٍ وإعلاميين وفنانين ماذا قال بعض المكرَّمين والحاضرين من سياسيين ووجوه إعلامية وفنية في مهرجانات «بياف 2016» لـ «الراي» عن هذا الحدَث ودلالاته؟ النائبة بهية الحريري قالت: «في البداية أوجه تحية إلى المجتمع المدني اللبناني الذي يبقي البلد على قيد الحياة، ووجودي في هذا الحفل هو دليل على إصرارنا على أننا نريد إكمال بناء الدولة المدنية الحديثة، وهي التي حاولوا إيقافها على مدى 11 عاماً لكن ما رح يقدروا يكملوا بالتعطيل». ووجهت الحريري رسالة إلى كل شاب لبناني حيث قالت: «خلي عندكم أمل كبير بلبنان، فهذا البلد لن يتم بناؤه إلا بواسطة أيادي أبنائه»، مضيفة: «أعد الشباب اللبناني بأن الحياة ستعود وتبتسم لهم قريباً في لبنان، لكن الأهمّ ألا نفقد الأمل». وإلى الشعب الكويتي توجهت الحريري وقالت: «نريد أن نشكرهم فهم إخوتنا في الأساس ووقفوا إلى جانبنا في كل المحطات الصعبة والجميلة أيضاً لذا أوجه تحية كبيرة جداً إلى الكويت، أميراً وحكومة وشعباً». بدوره أكد النائب أحمد فتفت أن حضوره حفل «بياف» هو تحية منه للنشاط الفني ولإصرار بيروت على الصمود، وقال: «هناك نية جيدة جداً عند الشعب اللبناني للصمود والمقاومة في ظل هذه المرحلة الصعبة وفي وجه كل العراقيل التي تواجهه، وهذا مؤشر إلى أن هناك طاقات إيجابية كثيرة في لبنان». وعند سؤاله إذا كنا سنشهد حلولاً قريبة للأزمات السياسية التي يشهدها لبنان، أجاب فتفت: «هذا الموضوع يتعلق بالذين يعرقلون وغير متعلق بنا كتيار المستقبل». أما رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، فقال: «يهمنا أن نعيد الصورة الجميلة إلى لبنان». وعند سؤاله عن سبب حضوره حفل بياف أجاب: «عند رؤية عمل جميل يمنح الأمل للناس فعملنا هنا هو تشجيعه». وعن إهداء الدورة السابعة من بياف إلى الجنرال فؤاد شهاب، قال الجميل: «بالنسبة إلى الجنرال شهاب هو رمز لوحدة لبنان واستقلاله ورمز لبناء الدولة. لذا وفي ظل هذه الظروف التي نعيشها حيث ليس لدينا دولة أعتقد أن اختياره صحيح 100 بالمئة». في هذا السياق الممثلة باميلا الكيك سعيدة بنجاحها خلال السباق الرمضاني الماضي وقالت في هذا السياق: «الحمد لله على هذا النجاح وأنا لا أتوقع شيئاً بل أتّكل على الله، أعقل وأتوكل». وأضافت: «مسلسل (يا ريت) أعطاني خطوة إلى الأمام، وأنا فخورة بالدور الذي قدمتُه وسعيدة جداً بشخصية تينا». وعن الأعمال المشتركة قالت الكيك: «لا أظن أنها موضة وستنتهي كما أن الفنان اللبناني هو الأكثر سعادة بها لأنها تؤمن له انتشاراً أوسع. عيني الآن على كل شيء ناجح لازم يصيبني، لأن المكتوب سيصيبني لكن أنا فتاة حالمة وطموحة ليس أكثر». في الإطار ذاته أعربت الإعلامية أنابيلا هلال عن سعادتها بإقامة مهرجان كـ «بياف» في لبنان، وهي التي اعتذرت في وقت سابق عن عدم تقديمه، وعن هذا الموضوع قالت: «أصبحت لدي متطلبات محددة وهي التي لم أجدها في بياف». وعن هذه المتطلبات أوضحت هلال: «أهتمّ الآن بإطلالتي أكثر وبالصورة التي سأظهر بها بالإضافة الى أنني أفضل تقديم أي حفل بشكل منفرد فهذا يريحني»، وأضافت: «كما أنني أفضل تقديم عمل يحظى بمحبة كل الناس، ورضاها عنه وألا يحتمل أي سؤال». وعن إمكان عودتها للعمل في محطة mbc وتحديداً لتقديم برنامج أراب أيدول قالت: «هناك طلب عودة الى هذه المحطة لكن قراراتي العملية أتخذها بعد وقت ليس بقصير، فأنا أدرس بعمق كل خطوة من خطواتي كما أن ترددي لا علاقة لـ mbc به بل فكرة البرنامج هي السبب». أما الإعلامية جيسيكا عازار فقالت لـ «الراي»: «صحيح أن اقتصاد لبنان على الحافة ونفتقر إلى الديموقراطية على الصعيد السياسي حيث ليست لدينا انتخابات حقيقية ولا حياة سياسية طبيعية، إلا أننا لا نموت أبداً على الصعيدين الحضاري والثقافي بل ننقل هذا الشيء الموجود داخلنا من جيل لآخر، وحفل بياف هو أكبر دليل على كلامي». وعن عملها قالت عازار: «السياسة متعبة لكنني أحبها وأستلذّ بتعبها كما أنني أجد نفسي فيها». وعما إذا كات تلقت عروضاً للتمثيل قالت: «نعم هناك عروض لكنني مقتنعة بمهنتي وسعيدة بهذا الطريق المهني الذي اخترته بكامل وعيي وإرادتي، فملعبي هو السياسة وما زلت سعيدة به، وبعد ما خلص الماتش». وفي النهاية قالت عازار: «خارج أستديو الأخبار أنا فتاة عادية تعيش حياتها بحرية تامة كأي فتاة أخرى وبالتالي لا يؤثر عملي في سلوكي أو شخصيتي».