×
محافظة المنطقة الشرقية

نادٍ يعتذر عن خوض تصفيات لرفض آباء اللاعبين سفرهم

صورة الخبر

نوع من الناس يطيب له غرس أنيابه في الكف التي ساعدته!! يعيشون معنا وحولنا وأحيانا فينا ، تجدهم أتقن الناس في التمثيل وصناعة الكلام، قدرتهم في التلون أخجلت قدرات الحرباء!! يحبك ويفضلك ويشاركك حياتك ويدوس على رأسك من أجل مصلحته!! حينها لن تنم من هول الصدمة لكنه سينام ملئ عينيه!! روت لي حكايتها مع صديقتها بتفاصيل مدهشة مذهلة تقول: أخبرتني إحدى صديقاتي أنها بحاجة إلى رقم حسابي البنكي لتستقبل حوالة مالية عاجلة نظرا لتعطل بطاقتها الصرافة، ومع أني كنت موظفة بنك سابقة وأعرف عواقب مثل هذه الأمور لكني تعاطفت معها فهي صديقة مشهود لها بالطيبة والخلق ، فما كان مني إلا أن لبيت طلبها.. واتفقنا على أن أقوم أنا بسحب المبلغ حال وصوله وتسليمه لها، انتظرت أيام وأيام ولم يصل لحسابي شيء فقلت علها استغنت عن خدمتي بطريقة أخرى. بعد مرور شهرين أو أكثر وصل لحسابي مبلغ وقدره ثمانية عشر ألف ريال!! ولأني لست من أهل المبالغ فقد دهشت كثيرا ، وقبل أن أستعلم رن هاتفي فإذا بصديقتي الآنفة الذكر تسألني عنه !! وحقا انتابني القلق وبالعامية وخزني قلبي لسببين: أولا/ لأن المبلغ وصل بعد فترة طويلة وهذا يتعارض مع وصفها لحاجتها الماسة والعاجلة. ثانيا/ أعرف أن دخلها لا يتجاوز الألف ريال ، ومادة أسرتها محدودة . فمن أين لك هذا ؟!! وكإجراء احتياطي ألغيت اتفاقنا السابق واستبدلته بآخر مفاده أني سأحول كامل المبلغ على حسابها ولن أسحبه يدويا أبدا .. فرفضت بدورها رفضا مريبا ، واجتهدت في إقناعي لسحب المبلغ نقدا وترجتني وتوسلت إلي في ذلك ، وسردت لي ما الله به عليم من مبررات وعوائق تمنعها من سحب المبلغ من حسابها، ولكني بلغت من الريبة ما جعلني أتجاهل توسلاتها فرضخت هي وقمت بتحويل المبلغ لها من لحظتها ومرت الحادثة بسلام وتلاشت من ذاكرتي. في نفس تلك الفترة كنت قد إلتحقت بوظيفة جديدة، وحسب النظام فنحن المستجدات سنظل ثلاثة أشهر دون رواتب، جاء الشهر الرابع وحصلت كل واحدة منهن على مستحقات أربعة أشهر ما عداي أنا !! استفسرت من الإدارة فبينت لي أن أسماء المستجدات رفعت على دفعتين ولعل اسمي مع الدفعة المتأخرة ـ ولأن حظي يفعلهاـ فقد ترقبت الشهر الخامس بسعة صدر ،وأيضا جاء آخر الشهرالخامس بخفّي حنين ! اتصلت بالمالية ، وصدمت لما أثبتوا لي أن رواتبي الخمسة قد صرفت لي عن آخرها!! هنا استليت نفسي وتوجهت للبنك وهو ذات البنك الذي كان يضمني كموظفة صالحة. في البنك كانت صدمتي الثانية وليست الأخيرة ، فقد ظهر على الشاشة عبارة تم تجميد الحساب بسبب مطالبة بـ 18000 ريال بواسطة فلان ابن فلان !! وكان اسما لرجل أجهله تماما!! اتصلت بمدير البنك بالرياض ولأني كنت من موظفاتهم خاطبني بنبرة من خاب ظنه، وأخبرني أني متورطة في قضية اختلاس وأن تجميد الحسابات بأمر من الأمارة وأوضح لي أنه من حسن حظي أن جريمتي حدثت بعد استقالتي من البنك وأني لم استغل مقعدي الوظيفي الحساس للاختلاس !!. بالنسبة لشعوري وسط صدمتي ونظرات زميلتي مديرة البنك ـ التي حقا لم أميز إن كانت مواساة أو خيبة ـ فأنا لن أصفه لكم أبدا .. فقد كان ينتظرني أفضع منه!! من ذلك اليوم بدأ مسلسل إثبات برائتي واستعادة كرامتي ورواتبي ، ومع أن جميع حساباتي جمدت لمدة السنة إلا أن ذلك لم يؤلمني بقدر ما آلمني ما واجهه أبي وأخوتي على مدار سبعة أشهر من بهذلة ومماطلة وعشوائية بين الشرطة .. والمحكمة .. والأمارة .. و مؤسسة النقد .. والبنك . حتى أثبتت برائتي واستلمت رواتبي وكفرت بالصداقة ..وبدلا منها سأنتقي عدو لن أغضب منه ولا على نفسي إن أساء لي فعلى الأقل هذا دوره الطبيعي. الشيء الوحيد الذي أضحكني وسط تلك المعاناة ما قاله الضابط لأخي: أول مرة أشوف مُدّعى عليه يبحث ويتابع تهمته !! انتهت قصتها وتبا لصداقة تفعل بك ما لم يخطر ببال العداوة