أغلقت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، الجمعة 29 يوليو/تموز 2016، المكتب الرئيسي لها بمصر "مؤقتاً"، عقب وفاة سيدة إثيوبية متأثرة بجراحها، نتيجة إقدامها على إحراق نفسها الأسبوع الماضي، في احتجاجات وقعت أمام مقر المفوضية. وبحسب بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك بعدد من اللغات بينها العربية، قالت المفوضية: "نظرًا للأحداث الأخيرة أمام مكتب المفوضية في مدينة السادس من أكتوبر (غربي القاهرة) اضطررنا للأسف إلى إغلاق المكتب حتى إشعار آخر (لم تحدده)". وجاء قرار المفوضية، عقب بيان لها، أمس، أعربت خلاله "عن عميق أسفها لوفاة طالبة لجوء إثيوبية إثر حادث عنيف وقع أمام مكتب المفوضية بالقاهرة"، وتقدمت بـ"خالص تعازيها إلى عائلتها وأصدقائها في فاجعتهم، لاسيما أنها كانت أمًا لطفلين صغيرين". وأوضحت أن "المفوضية تدرك ما يشعر به ملتمسو اللجوء واللاجئون من إحباط وقلق بسبب طول مدة الإجراءات؛ نظرًا إلى العدد الكبير لطلبات اللجوء في مصر". فيما أفادت إذاعة "مستقبل أوروميا للأخبار" (محلية إثيوبية)، اليوم، بأن "أصلى نورى، أم لطفلتين، أحرقت نفسها أمام المفوضية السامية للاجئين بالقاهرة يوم 21 يوليو؛ احتجاجا على المعاملة التي يلاقيها اللاجئون الأوروميون بالقاهرة". وعبر صفحتها بفيسبوك، أوضحت الإذاعة أن "الإسعاف المصري قام بنقل أصلى نورى، إلى مستشفى الجلاء بالجيزة (غرب العاصمة)، حيث فارقت الحياة يوم 26 يوليو الحالي، ودفنت بمقابر طرة - المعادي (جنوب) بالقاهرة يوم 28 (أمس)". وأوضحت أن منتمين للأورومو نظموا الفترة الماضية اعتصامات أمام المفوضية السامية للاجئين بجمهورية مصر العربية. والأورومو ينتمون لإقليم أوروميا جنوب إثيوبيا، الذي يطالب بحق تقرير المصير، وفر العشرات منهم للقاهرة ولدول أخرى، لعدم مواجهة ما يعتبرونه اضطهادًا وقمعًا ببلادهم من السلطات الإثيوبية (تنتمي لقبائل الأمهرة) ويطالبون المفوضية بالاعتراف بهم كلاجئين للحصول على المساعدات المالية والعينية. وليس هناك أرقام رسمية حول عدد اللاجئين الإثيوبيين، غير أن المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مصر والتابعة للأمم المتحدة، مروة هاشم، قالت في تصريح للأناضول بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يوافق 20 من يونيو/حزيران كل عام، إن "أعداد اللاجئين المسجلة في مصر 184 ألفًا و765 لاجئاً وطالب لجوء". ويأتي السوريون في المرتبة الأولى للاجئين، إذ هناك أكثر من 117 ألفاً منهم، يليهم السودانيون بحوالي 30 ألفاً، بجانب أعداد أخرى من الإثيوبيين، والصوماليين، واليمنيين، الذين يتجاوزون 1700 طالب لجوء.