قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين إنبلاده ستدرس المقترحات الأممية الخاصة بتحسين الخطة الإنسانية في حلب، بينما أعلنتالولايات المتحدةقلقها من أن تنطوي الخطة الروسية في حلب على حيلة. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بورودافكين قوله إن موسكو ستدرس بإمعان مقترحات المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا بشأن حلب، والتي طالب فيها روسيا بأن تترك إدارة الممرات الآمنة في سوريا للأمم المتحدة تجنبا لسقوط ضحايامدنيين. في المقابل، عبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الجمعة عن قلقه بشأن العملية الروسية في حلب، وقال إنه تحدث مع الروس مرتين خلال الـ24 ساعة الأخيرة. وقال في تصريحات صحفية من واشنطن إنه إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب "حيلة"، فإن ذلك سيعرض التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا للخطر بشأن الحل السياسي لإنهاء الحرب في سوريا. نحو أربعمئة ألف مدني محاصرون في حلب(الجزيرة) لعبة ساخرة أوروبيا، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال أن الممرات الإنسانية التي أقامها النظام السوري لا تقدم حلا مجديا، مشيرا إلى أن القانون الدولي يفرض إيصال المساعدة فورا إلى المحاصرين. وفي السياق ذاته، اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن النظام السوري "يلعب لعبة ساخرة"، عبر تسببه في الأزمة بالقصف الشامل وتقديمه طرق فرار غير آمنة، محملا روسيا جزءا من المسؤولية عن الوضع في حلب جراء دعمها للجيش وسلاح الجو السوري. لكن وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلت عن أناتولي أنتونوف نائب وزير الدفاع الروسي قوله إن العملية الروسية في مدينة حلب السورية إنسانية فحسب، معلنااستعداد موسكو لإيصال المساعدات إلى المواطنين المسالمين ولمن يلقي السلاح من "المتشددين". وكان دي ميستورا قد طالبروسيا بأن تترك إدارة الممرات الآمنة في سوريا للأمم المتحدة، وقال إن الممرات الإنسانية يجب أن تكون دائمة، وأن يُمنح المدنيون خيار البقاء في حلب ولا يُجبَروا على الخروج منها. غارات الطائرات السورية والروسية دمرت مستشفيات حلب(الجزيرة) حصار محكم ويعاني نحو أربعمئة ألف شخص من سكان مدينة حلب أوضاعا إنسانية صعبة في ظل إحكام قوات النظام حصارها على المدينة وقطع طريق الإمداد الرئيسي عنها، بينما قال الصليب الأحمر الدولي إن هناك حاجة إلى هُدنة إنسانية بحلب في أقرب وقت للوصول إلى المتضررين من المسنين والمرضى والمصابين والمحتجزين. في غضون ذلك، اتهمت قوى غربية ومنظمات إغاثة موسكو مرارا باستهداف المعارضة المعتدلة وقتل المدنيين، وهو ما دفع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو للقول إنه سيطلق عملية إغاثة إنسانية واسعة النطاق بالتعاون مع الحكومة السورية لفتح ممرات آمنة للمواطنين لمغادرة المدينة. وفتحت قوات النظام السوري أمس الخميس أربعة معابر إنسانية للسماح للمدنيين والمقاتلين بالخروج من الأحياء الشرقية من مدينة حلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة وتحاصرها قوات النظام، بينما حذرت المعارضة من خطورة سلوك المعابر الإنسانية التي سمّتها "ممرات الموت". وتشكك المعارضة السورية ومنظمات حقوقية ومحللون في نوايا النظام السوري وحليفته روسيا، في ظل الحصار الكامل المفروض على الأحياء الشرقية منذ 17 يوليو/تموز الحالي واستمرار القصف بوتيرة يومية.