وصف الرئيس السوداني عمر البشير ما يجري في دولة الجنوب بأنه إبادة «لم تحدث في الدنيا وأسوأ مما حدث من إبادة جماعية في رواندا». وكشف ان قادة الجنوب لم يستمعوا الى نصائحه لوقف الحرب، فيما تسربت وثائق من مكتب الجنرال بول ملونق رئيس هيئة أركان الجيش الموالي لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، تطالب قواته بإحضار زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار حياً أو ميتاً. وقال البشير خلال حديث مع صحافيين رافقوه الى القمة العربية التي استضافتها نواكشوط، انه بذل نصائح الى قادة الحكم في جنوب السودان لوقف الحرب وتسوية النزاع بينهم، لكنهم لم يستمعوا الى نصائحه. وتابع: «لو يسمعوا نصائح، لما انفصل جنوب السودان عن السودان». وبدا البشير يائساً من الأوضاع في جنوب السودان، لكن اكد حرص الخرطوم على امن واستقرار جارها الجنوبي، مؤكداً ان المساعي مستمرة عبر الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق افريقيا (إيغاد) لإنهاء الأزمة. الى ذلك، كشف رياك مشار النائب ان الرئيس سلفاكير رفض تفويضه نائبه في المعارضة وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الجنرال ألفريد لادو قوري، القيام بمهماته نائباً للرئيس. واعتبر قرار إقالته و تعيين بديل له غير قانوني، موضحاً ان هناك فقرة في اتفاق تسوية النزاع تنص على انه يمكن لنائب الرئيس ان يكلف اياً من الوزراء التابعين له للقيام بمهماته في حال غيابه، الأمر الذي رفضه سلفاكير. وجدد مشار التزامه بوقف النار واتفاق السلام، مشيراً الى ان قواته في حال ترقب لما يفعله المجتمع الدولي حيال اتفاق تسوية، لكنها ستدافع عن نفسها ضد أي اعتداء يقع عليها من القوات الحكومية. مشار «حياً أو ميتاً» وتسربت وثائق من مكتب رئيس هيئة أركان الجيش الحكومي الجنرال بول ملونق وتحمل توقيعه اطلعت عليها «الحياة»، تطالب قواته بإحضار مشار «حياً أو ميتاً». وأمر ملونق في الوثيقة الموجهة الى رئيس شعبة الدعم اللوجستي للعمليات العسكرية الجنرال بيونق أليونغ، رئاسة الجيش في قاعدة بلفام، بالقصف الفوري لمكان اختباء رياك مشار. وطالب ملونق في الوثيقة الأولى قواته بالانتشار على طول الحدود مع دولة الكونغو الديموقراطية لنصب مكمن على الحدود لاصطياد مشار، في حال محاولته عبور الحدود. وفي الوثيقة الثانية، أمر مالونق القوات باستهداف مواقع قوات المعارضة في جبل كجور، وقصف منزل مشار بالمدفعية الثقيلة والمروحيات الهجومية، والقبض على طاقم حراسة مشار ونزع أسلحتهم. وتابع: «عليكم التأكد من أن تكون العملية في طي السرية التامة عن قوات الأمم المتحدة واللجنة الإفريقية لمراقبة وقف إطلاق النار، وفي حال وجدتم مقاومة من قوات الأمم المتحدة عليكم بالتعامل معها في الحال». وفي وثيقة ثالثة، أصدر ملونق أوامر مشددة لقواته بإسقاط أي طائرة تحلق في المجال الجوي لدولة الجنوب من دون إذن مسبق، حتى وإن كانت تحمل شعار الأمم المتحدة أو المنظمات الإغاثية. وأرسلت نسخاً من هذه الوثائق إلى وزارة الدفاع ورئيس الاستخبارات العسكرية. من جهة أخرى، سجلت الأمم المتحدة ما لا يقل عن 120 حادثة اغتصاب منذ تصاعد موجة العنف الأخيرة في دولة جنوب السودان، وقالت إنها حالياً تحقق في اتهامات لقوات حفظ السلام الدولية بأنها لم تفعل شيئاً لمنع حصول ذلك. وقال نائب الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق: «إننا نأخذ على محمل الجد الادعاءات القائلة إن قوات حفظ السلام لم تساعد الناس الذين يواجهون أخطاراً». وأضاف: «ستكون هناك عواقب وخيمة إذا فشلت (تلك القوات) بمهمتها». وكشف فرحان حق عن أن بعثة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية لا تزال تتلقى «تقارير تبعث على الانزعاج الشديد للعنف الجنسي، منها حالات اغتصاب واغتصاب جماعي، قام بها جنود بالزي العسكري ورجال يرتدون ملابس مدنية بحق مدنيين، منهم (أشخاص) قصّر، بالقرب من مقر بعثة الأمم المتحدة وفي مناطق أخرى من جوبا». وتابع قائلاً إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كثفت دورياتها، وتقوم أيضاً بتوفير «الحماية في أوقات معينة للنساء عندما يخرجن من مواقع حماية المدنيين لجمع الحطب وجلب مواد أخرى». وأشارت تقارير صحافية إلى أن نيباليين وصينيين في قوات حفظ السلام الدولية شهدوا على هجوم ضد امرأة ارتكبه جنود من جنوب السودان بالقرب من قاعدة للأمم المتحدة، لكنهم لم يتدخلوا على رغم النداءات التي أطلقتها الضحية.