×
محافظة المنطقة الشرقية

مجمّع دبي للاستثمار يستقطب 100 شركة جديدة خلال 2015

صورة الخبر

(كل يومٍ أعمل فيه في الطب النفسي، ازداد يقيناً بأن المرأة في مجتمعنا يقع عليها ظلم عظيم، إنها والله مآس لا يتصور أن تقع في مجتمع مسلم!) * البرفسور النفسي عبد الله السبيعي تسمع الأصوات من كل مكان تقول ذلك، تخبرك بأن المرأة هنا تعيش أقسى درجات التهميش الذكوري والإنساني، تجيب عليهم بعدم الإنصاف، تصفهم بأنهم متآمرون على وحدتنا الاجتماعية، الدينية، الفكرية. وبعد أن تنتهي يسخرون منك؛ لأنك مصاب بالجهالة واليقين الغبي الذي يضعك في خانة الحمقى. هكذا هم أغلب أفراد المجتمع يعتقدون بأن هناك خطة صهيونية كبرى ضحيتها «المرأة»، وأن المطالبة بحقوقها والترويج إعلامياً لذلك تجعل كل الكُتّاب ومن يتحدثون في هذا الشأن مجرد أجندات للفكر الغربي اللعين، تلك الأجندات التي تريد أن تجعل المجتمع يهبط في أقسى درجات الشهوة والتحرر الحيواني. وكأن الشيطان يسكن في النساء وليس في عقولنا وخطابنا المهووس بأسفل الجسد. بعيداً عن كل هذه الاتهامات دعونا نعيد طرح هذا التساؤل من جديد بطريقة أكثر عقلانية لعلنا نصل إلى إجابة تتصالح مع الواقع الذي نراه، ولعل أفضل انطلاقه هي تلك الفتوى التي أصدرها البعض ممن ينتسبون لأهل العلم والمنشغلين بفتاوى البيكمون والألعاب الطفولية. تلك الفتوى كانت حول تساؤلٍ لـ امرأة تقول بأنها في حالة صحية حرجة ولا تستطيع أن تذهب للمستشفى برفقة أحد محارمها لـ رفضهم المتكرر، ولعدم مبالاتهم بمصيرها الصحي وليس لديها إخوة. ولأنها تقريباً توشك أن تكون في أعداد الموتى فإنها تود أن تذهب بالطائرة لوحدها إلى مقر العلاج؟ الإجابة لأولئك الذين تم استفتاؤهم كانت تفيد أن عليها أن تموت بشرف حفاظاً على دينها وعرضها، وأن السفر لوحدها مهما كانت الضرورة مُحرّمٌ بالعموم. أنا شخصيا وبعد التفكير المطول لا أدري كيف يكون ذلك مناقضاً ومنافياً للعفة، للشرف، للدين؟. معتمدين في ذلك على الحديث النبوي القائل: «لا سفر للمرأة بدون محرم»، ومعتبرين هذا تأكيداً على المنع بالعموم دون حتى أن يُصّرف للجواز والإباحة لتعذر وجود قرينة المحرم نظراً لقدسية النفس البشرية. إنهم -عن قصدٍ ربما- تجاوزوا كل الآراء الفقهية التي فسرت هذا الحديث وكانت أكثر اتزاناً كرأيّ ابن تيميه الذي أجاز سفرها مطلقاً إن لم يكن في معصية كما ذكره ابن مفلح في كتاب الفروع وآراء أخرى لا يمكن حصرها، فحين يتم الاستهانة بحياة المرأة تحت أي مسمى، تحت أي شعار، ودون حتى أن يَخرج طرفٌ آخر يتسم بالعلم والإنسانية كي يدحض هذه الخرافة والاستهانة بالأرواح؛ فإن ذلك يدل على حالة من الاستنقاص المرضي والوحشي، إنه يعني حالة من الترصد المخيف. لا تقف المسألة عند هذا فحسب بل وإن تمت معاملتها بالضرب، بالسب، بالشتم، من قبل الزوج فإن الأصلح لها أن لا تطلب الطلاق، أن تَصبر على ذلك أجرّاً واحتساباً مهما كانت حفلات الرعب التي تعيشها بشكل يومي. وإن كانت تتمتع بحياة جيدة وفق مقاييسهم فإن عليها أن تدفع نصف مرتبها الشهري للسائق الذي يقوم بتوصيلها للعمل بشكل يومي بدلاً من أن تقود، لأن قيادتها للسيارة فكرة لها أجندات غربية وصهيونية كبرى تهدف إلى إحلال المجتمع من قيمه وشرفه وعفته لأنها هشة جداً ومن الممكن أن تسقط في متاهات الشيطان، الشيطان الذي يسكن في المرأة وليس في عقولنا.