حلب - الوكالات: أعلنت موسكو أمس الخميس إقامة ممرات انسانية في مدينة حلب السورية تمهيدا لخروج المدنيين والمقاتلين المستعدين لتسليم سلاحهم، بعدما باتت الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة محاصرة بالكامل من قوات النظام السوري. وتزامن الإعلان الروسي مع اصدار الرئيس السوري بشار الاسد أمس الخميس مرسوما يقضي بمنح عفو لكل من يبادر من مسلحي المعارضة إلى تسليم نفسه خلال ثلاثة اشهر، وفق ما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا». وأفاد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ببدء «عملية انسانية واسعة النطاق» في مدينة حلب ابتداء من امس، موضِحًا أن ثلاثة ممرات انسانية ستفتح بالتنسيق مع القوات الحكومية السورية «من اجل المدنيين المحتجزين كرهائن لدى الإرهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام». وأوضح شويغو ان ممرا رابعا سيفتح في الشمال، على طريق الكاستيلو، ليسمح «بمرور المقاتلين المسلحين بشكل آمن»، مؤكِدًا ان الامر لا يتعلق سوى «بضمان امن سكان حلب». وشككت الامم المتحدة أمس الخميس في إعلان روسيا فتح الممرات الانسانية إلى حلب، مكررة ان الحل الافضل هو اجازة نقل المساعدات الانسانية بكل حرية وأمان إلى المدنيين. وقال رئيس مكتب العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين: «ما نحتاج اليه كعاملين في القطاع الانساني هو هدنات انسانية من 48 ساعة لإتاحة العمليات عبر الحدود وعبر خطوط الجبهة». وأضاف في بيان ان ذلك سيجيز تقييم الاحتياجات «ومساعدة الناس في مكان وجودهم». وفيما يتعلق بالممرات الانسانية التي أعلنتها موسكو قال: «من الضروري ان تحصل هذه الممرات على ضمانات جميع اطراف النزاع» وأن تستخدم «طوعا»، موضحا: «يجب الا يجبر احد على الفرار، عبر طريق محددة أو إلى وجهة معينة». وفي بيان مشترك، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت ونظيره البريطاني بوريس جونسون أمس الخميس النظام السوري وحلفاءه إلى وقف فوري للحصار «الكارثي» على مدينة حلب. في غضون ذلك اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الخميس النظام السوري وحليفته روسيا باستخدام اسلحة عنقودية محظورة على نطاق واسع في هجماتهم ضد مسلحي المعارضة. وقالت المنظمة غير الحكومية التي يوجد مقرها في نيويورك انها وثقت 47 استخداما لأسلحة عنقودية منذ 27 مايو «أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في 3 محافظات». وأضافت ان عددا كبيرا من هذه الهجمات وقع شمال مدينة حلب وغربها، أثناء محاولة القوات الروسية والسورية محاصرة الجزء الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة المسلحة.