×
محافظة المنطقة الشرقية

د. علي السويدي: والدي عمل جاهداً على زرع حب الدراسة في نفوسنا

صورة الخبر

محمد نجيم (الرباط) استضافت جمعية الفكر التشكيلي والمنتدى الثقافي لوكالة المغرب العربي للأنباء، مؤخراً، بمدينة الرباط، المفكر والفيلسوف المغربي محمد سبيلا، أحد كُتاب «الاتحاد الثقافي» في لقاء فكري حول موضوع «مسألة الحداثة... المدارات والمآلات» بمشاركة الدكتور إدريس كثير، والدكتور محمد الشيكر، ومحمد المنصوري الإدريسي رئيس جمعية الفكر التشكيلي. واعتبر الدكتور محمد الشيكر أن محمد سبيلا قامة فكرية سامقة يجتمع فيه ما تفرق في سواه من الباحثين والمفكرين، فهو البيداغوجي المتنور والكاتب الأنيق والفيلسوف العميق، والمترجم المنصت إلى نبض المتون الفلسفية. ولقد أتاح له هذا التعدد الفكري والإبيستمولوجي، مُلامسة معضلات وقضايا مفصلية كبرى تتمحور جميعها ثيمة الحداثة، وهي الثيمة التي وسمت بميْسمِها مساره الفلسفي، وشكلت مدار اهتمامه وانْهِمامه. ويؤكد الدكتور محمد الشيكر أن سبيلا وظّف مداخل فلسفية بالغة الغنى والجدة من أجل النفاذ إلى منطق الحداثة. كما قادته مزاوجته النقدية الموفقة بين المرجعيات الفلسفية وبين أهم محصلات نظريات العلوم الإنسانية إلى استغْوار خرائط المتن الفلسفي الحداثي. من هذا المنظور خلص سبيلا إلى أن الحداثة آيلة لأن تغدو قدر الإنسانية جمعاء، بل مفهوماً حضارياً شمولياً يطول كل مستويات وصعد الوجود الإنساني المعاصر. ويضيف الدكتور محمد الشيكر أن المحتفى به الدكتور سبيلا ينحت بدلاً من (ما بعد الحداثة) مفهوماً هو (الحداثة البعدية)، ويريد بهذه التسمية أن (ما بعد الحداثة) لا يشير إلى بنية فكرية أو لحظة زمنية لاحقة على الحداثة، بل هي في حقيقتها ارتداد للحداثة على نفسها، واستشكال لثوابتها وتقويض لمنطقها الطوباوي، ومساءلة لجزء غير يسير من منجزها ومحصلاتها. أما الدكتور إدريس كثير فيرى في مداخلته «أن كل إبداع الفيلسوف محمد سبيلا ينحاز إلى فكرة واحدة تدور في فلك هذه المفردات وما جاورها: الامْتِساخ والخلل والأزمة والضيق والجائحة والتفاهة والرداءة والبلادة والغباوة والإحراج والمصيبة والعدمية والمحنة والغم والتمزق والهجانة... أي ما يشبه العطب» وهي كلها، برأي الدكتور إدريس كثير، مفردات من أسرة واحدة... أمشاجها وشائجها، متسائلاً: «ما طبيعة وجود هذا القاموس المفهومي في متن الفيلسوف محمد سبيلا؟ وما علاقة الحداثة والعقلانية والأنوار والديموقراطية وحقوق الإنسان والتسامح والعلمانية والشرط الفلسفي وما يشبه كل هذه المفاهيم التي تحمل عطباً أو أعطاباً في ماهيتها؟». ويضيف الدكتور كثير: «هكذا يمكن القول أن بدايات الكتابة لدى محمد سبيلا حكمها اختياره «علم النفس»، وأغنتها قراءة إنتاجات مدرسة التحليل النفسي «فرويد» وبعض تأويلاتها السيكولوجية والفلسفية كما مارسها إريك فروم وكاترين كليمان وبول لوران وويليام رايش وغيرهم.. كل هؤلاء العلماء كان البعد الفلسفي طافحاً في تحليلاتهم السيكولوجية وكان الموقف الماركسي مرشداً لهم خاصة في بعده النقدي من خلال مدرسة فرانكفورت. وفوق هذا كله، كانت هناك طموحات الرجل وحساسيته واستعداده النفسي وانكسار أفق انتظاره مبكراً بسبب «الشعور بالضيق وظلم ذوي المصالح أي العطب». وتابع كثير: وسط هذا المناخ الفلسفي بدأ محمد سبيلا الكتابة الفلسفية «تأليفاً وترجمة»، ووصل به طموح الانخراط الفلسفي إلى درجة التواصل مع إيريك فروم في إطار التهيؤ لدبلوم الدراسات العليا، ولهذا التواصل دلالة رمزية على الانتماء الفلسفي والاختيار الفكري للموضوعات المطابقة لإشكاليات المرحلة. ... المزيد