دخلت معركة حلب مرحلة حاسمة أمس، مع إحكام قوات الرئيس السوري بشار الأسد حصارها للمدينة، وتمكنها من انتزاع حي بني زيد، أول أحياء القسم الشرقي، الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، تزامناً مع إعطاء حليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامر لقواته ببدء عملية إنسانية واسعة النطاق، تشمل ممرات آمنة لخروج المدنيين والمقاتلين الراغبين في الاستسلام. وبدا أن هذا التحرك السوري - الروسي في حلب هدفه ممارسة مزيد من الضغط على واشنطن، إذ شن مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس هجوماً على اقتراح واشنطن وقف العمليات في سورية، معتبراً أن وقف العمليات، دون تحديد المعارضة المعتدلة، وتفريقها عن المعارضة المتطرفة، «خدعة». وفي أول رد فعل دولي، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، ونظيره البريطاني بوريس جونسون، أمس، النظام السوري وحلفاءه إلى وقف فوري للحصار «الكارثي» على حلب. وفي خطوة استباقية لتجنب تداعيات الاتفاق الروسي - الأميركي على استهدافها مع «داعش»، أعلن زعيم «جبهة النصرة» أبومحمد الجولاني، أمس، فك الارتباط مع تنظيم القاعدة، مؤكداً إلغاء العمل باسم الجبهة، والعمل على تشكيل جديد يحمل اسم «جبهة فتح الشام». وبعد ساعات قليلة من إعطاء زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الضوء الأخضر له لفعل ما يلزم للحفاظ على «الجهاد في سورية»، قال الجولاني، في أول كلمة مرئية نشرتها شبكة المنارة البيضاء، التابعة للجبهة، إن الجبهة الجديدة «تهدف إلى التخلص من ذرائع المجتمع الدولي وأميركا وروسيا لمهاجمة السوريين». وبينما توجه بالشكر إلى «قادة تنظيم القاعدة على تفهمهم لضرورات فك الارتباط»، شدد الجولاني على أن «فتح الشام لا علاقة لها بأي جهة خارجية». (دمشق، موسكو - وكالات)