في ليلة مشهودة زفت مدينة صفاقس التونسية إلى عروبتها، بحضور مئات من المفكرين والمبدعين وممثلي الوفود الرسمية إعلانها عاصمة للثقافة العربية لعام 2016. وقد أعدت المدينة أكثر من مئة نشاط ثقافي لهذه التظاهرة التي تستمر لثمانية أشهر. وبين ساحات القصبة العتيقة وباب الديوان، تعددت العروض والأنشطة احتفاء بتربع ثانية كبرى المدن التونسية على عرش الثقافة العربية لعام كامل. وفي حديث على هامش الاحتفال قالت وزيرة الثقافة التونسية سنية مبارك إنها "رسالة سلام، رسالة إرادة الحياة، ومقاومة التطرف والعنف بالثقافة". وقد أصبحت صفاقس قبلةً لأشهر نجوم الفن والأدب العربي في أكثر من عشرين مهرجانا وعشرات الأنشطة حتى مارس/آذار المقبل. ومع أن صفاقس عاصمة الاقتصاد التونسي بدت الأصالة والعمق الثقافي في مدينة ما زال عبق التاريخ بحقبِه المختلفة يفوح بأسوارها ويعطر معالمها. ولا تزال المعالم العربية الإسلامية للمدينة من أبواب وأبراج وزوايا هي الأكثر صمودا، وتحفظ ذاكرةَ أقوامٍ ساهموا في تشييدها وتصون فضائل ثقافات مرت عبرها.