أكدت النشرة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ان دولة الإمارات العربية المتحدة تحرص على الأمن والاستقرار في الجمهورية التركية ورحبت بعودة الأوضاع إلى نصابها في إطار الشرعية الدستورية وإرادة الشعب التركي. وقالت النشرة التى استلمت الرياض نسخة منها ان موقف الإمارات هذا ينطلق من اعتبارات مهمة الأول حرصها الشديد على الأمن والاستقرار في المنطقة وخاصة في الدول الإقليمية المهمة كتركيا التي تتمتع بعلاقات تاريخية مع العالم العربي ولها دور أساسي في الأحداث الجارية في المنطقة ويمكن أن تلعب دوراً مهماً في تخفيف حدة التوتر وفي الجهود الرامية إلى حل النزاعات فيها وإعادة الاستقرار إليها، كما يعبر الموقف الإماراتي عن التزام دولة الإمارات بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وفي الوقت نفسه تدعم الشرعية وتأييد خيارات الشعوب. وأشارت النشرة الى أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت من أوائل الدول التي تواصلت مع الحكومة التركية ولم تتردد في التعبير عن تأييدها للشرعية ولإرادة الشعب التركي الذي رفض محاولة الانقلاب وكان لنزوله إلى الشارع دور حاسم في إفشال محاولة الانقلاب وعودة الأمور إلى مسارها الدستوري. واضافت إن دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تتابع باهتمام بالغ تطورات الأحداث في تركيا تحرص كل الحرص على ألا يكون هناك مزيد من التدهور أو الفوضى في دول أخرى في المنطقة كتركيا التي سيكون لأي خلل أو عدم استقرار فيها انعكاسات سلبية على المنطقة بأكملها، كما تعمل دولة الإمارات دائماً على تطوير علاقاتها الثنائية مع دول الجوار الإقليمي وخاصة تركيا لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين، فمن المعروف أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية نمت بشكل سريع خلال العقدين الماضيين وعزز من ذلك تنامي العلاقات الاقتصادية وخاصة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حيث ارتفعت التجارة البينية بنسبة عالية جدا، كما أصبحت الإمارات سوقاً مهمة بالنسبة إلى المقاولين الأتراك في قطاع الإنشاءات إذ نفذت الشركات التركية حتى عام 2013 مائة مشروع بقيمة 8.5 مليارات دولار، وحتى على الصعيد العسكري حرصت الإمارات على تفعيل التعاون في هذا المجال مع تركيا حيث عقدت صفقات عدة معها. وتابعت النشرة، كما تحرص دولة الإمارات على أن تلعب تركيا دورها الطبيعي وأن تعزز من تعاونها مع الدول العربية من أجل مواجهة التحديات المشتركة وخاصة تحدي الإرهاب الذي أصبح هاجساً لكل دول المنطقة من دون استثناء وأصبحت تركيا هدفاً مباشراً له ولهذا فهناك ضرورة للعمل معا من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف وبذل مزيد من الجهود لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة التي تواجه تحدياً غير مسبوق قد يؤدي إلى تفتيتها.