أكد الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، أن المبادرة تعتبر حجر الزاوية للنهوض بالتعليم المعرفي والثقافة الصالحة والبناء المجتمعي الصالح، وهي تأسيس متين لتحقيق المعرفة النافعة الصالحة، وهو ما كانت تستشعره الوزارات عند تأسيسها، فسميت بوزارة التربية والتعليم، فجعلوا التربية قبل التعليم، إلا أن المناهج لم تعكس هذا العنوان؛ فمجيء هذه المبادرة في هذا الوقت العصيب الذي تعيشه الأمة هو لتصحيح المسيرة التعليمية. مؤكدا أن ذلك هو منهج الإسلام الصحيح كما يدل عليه حديث مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة مجيء جبريل عليه السلام يسأل عن شرائع الإسلام وفيه: (بينما نحن عند رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا نعرفه، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه..) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم، فسمى مجموع ما أتى به جبريل هيئة وأسئلة، ولذلك حرص سيدنا عمر رضي الله عنه على ذكر الهيئة التي أتى بها جبريل في ثيابه وجِلسته، ومنها استدل العلماء على أن التربية الأخلاقية والسلوكية هي أساس التعليم النافع الناجح، وأضاف: معلوم أن العلم قد يكون سبباً للضلال والإضلال إذا لم يقيد بآداب الإسلام وأخلاقه العظيمة، وهو ما كانت تعنى به مؤسسات التعليم القديمة، بل هو ما عُني به المحدثون والفقهاء في كتبهم، فالمحدثون جعلوا في مصنفاتهم الجامعة كتباً خاصة بالأدب كما فعل أصحاب الأمهات الست البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم من أصحاب الصحاح والسنن.