حصد مقطع الفيديو الذي صوّر عملية قطع رأس الطفل الفلسطيني عبدالله عيسى، البالغ من العمر 12 عاماً، كمّاً من الغضب والإدانة من مختلف الأطياف السياسية في سوريا والمنطقة عموماً. أما وصف جماعة نور الدين زنكي الجريمة الوحشية بالخطأ الذي لا يعكس سياستها العامة، فهو بالطبع تقليل من هول الواقعة وحجمها وما تمثله. لقد جرّدت الحرب المتمادية في سوريا الناس من إنسانيتهم، وقوضت احترام حقوق الإنسان والإنسانية الأساسية. وأصبحت سوريا بالفعل نوعاً من الغابة التي تخضع لحكم خارجين على القانون من أطراف الصراع. ويبلغ عدد ضحايا القصف الجوي في حلب المئات، إلا أن القضية بالكاد تحظى بالتغطية الإعلامية الدولية، التي لا تتعدى نشر الأرقام وإرفاقها بالتعابير المعهودة، وكأن موت مئات السوريين يومياً لم يعد يحمل أي معنى. لا بدّ لأميركا وروسيا من العمل معاً والتعاون في تقديم حياة الإنسان على المصالح الاستراتيجية في المنطقة. لا تبدو في الأفق أي مؤشرات على حصول ذلك حتى الآن، إلا أن الإنسانية لن تنسى فظاعة الحرب الأهلية في سوريا، وستحمّل القوى العظمى الأساسية في العالم مسؤولية استمرارها.