لدينا في السنة فصول مناخية، وأشهر اعتيادية، وإجازات سنوية، وكذلك قضايا موسمية. من السهل ترتيب القضايا التي ينشغل بها بعض المأزومين، مهرجان الجنادرية، معرض الكتاب، حفلات الفنون، ملتقيات المثقفين، مسرحيات الممثلين، مسلسلات رمضان، وهكذا. تستطيع أن توثق هذه القضايا بالتقويم الذي أمامك. أن تعرف متى تحل هذه القصة، ومتى تأتي هذه القضية. الآن يشن الهجوم الشرس على مهرجان الجنادرية، كالعادة هناك تنادي نحو الاحتساب والأخذ بيد المسؤولين، وإنكار المنكرات. ولو تأملنا المهرجان، لوجدنا أنه عبارة عن تظاهرة ثقافية تعبر عن أصالة السعودية. وكان الراعي والقائم على تأسيس هذا المشروع هو الملك الصالح أبو متعب، عبدالله بن عبدالعزيز، ولا يزال يعتبره بمنزلة مشروع تاريخي، وهو كذلك بالفعل. صرح قبل أيام نائب وزير الحرس الوطني عبدالمحسن التويجري بأن الاحتساب في الدعوة دون إذن مسبق ممنوعة، ولن يسمح بها في مهرجان الجنادرية الـ(29) الذي سيكون مختلفا عما كان في السابق بإضافة بعض الفعاليات. ثم أضاف: هناك فئة من الناس أخذت طريقا ومنحى غير سوي بتحريم المهرجان الذي يقدم الفكر والتراث العريق للمملكة العربية السعودية، أتمنى من هؤلاء الأشخاص الهداية والرجوع للصواب وحضور المهرجان لتغيير الفكرة والصورة غير السليمة، المملكة تعبر عن وجهة نظرها المعتدلة الممتدة للدول العربية المجاورة التي نهتم بها في مختلف شؤونها اجتماعيا وسياسيا وثقافيا. الجنادرية مهرجان وطني، ولا معنى من الخوف، والفرق الفنية والسامري والعرضة النجدية، كلها فنون نفتخر بها ولا معنى للتحريم والتجريم، فاتركوا التعصب واستمتعوا بالفعاليات، فالاعتدال ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه. عكاظ