تفرض قوانين الدول على مصنعي الأطعمة وضع ملصق معلومات عن محتويات أي طعام على عبوته؛ لأن المصنعين يضيفون إلى الأطعمة أثناء تصنيعها مواد ترغّب المستهلك فيها مثل المنكهات التي تضفي الطعم على المنتج، او المواد الحافظة التي تجعله يبدو طازجاً لأسابيع وربما شهور، أو الملونات أو المحسنات التي تجذب المستهلك إليها، وغيرها.. وللأسف، أغلب المواد المضافة مواد كيميائية خطرة إذا زادت الكمية المتناولة منها عن الحد المنصوص عليه.. فإذا كان أغلب ما يتناوله الإنسان مصنعاً فمن المتوقع ان يتجاوز استهلاكه منها يوميا الحد المنصوص عليه.. وإلى اليوم لا يعرف أحد مدى المخاطر الكليّة من تناول القليل من المواد الكيميائية المضافة مع كل طعام يتم تناوله.. ولكن، بات اليوم من المعروف ان زيادة استهلاك المواد المضافة للأطعمة لها علاقة بعدد من الاعتلالات الصحية خاصة لدى الأطفال مثل فرط النشاط او متلازمة نقص الانتباه أو ضيق الشعب الهوائية أو حتى نشوء الأورام الخبيثة. وللمصنعين أساليب ملتوية للتمويه عما تحتويه الأطعمة من مواد خطرة، ومن تلك الأساليب: كتابة معلومات المواد المضافة على ملصقات معلومات التغذية بخط صغير جدا لكي لا ينتبه المستهلك لوجودها او لكثرة عددها. استخدام الرموز (الأحرف والأرقام) بدلاً من الأسماء الواضحة للدلالة على المواد المضافة، فمثلاُ يستخدم الرمز إي 104 (E104) لأحد المواد الملوِّنة الصفراء، وهناك عشرات من تلك الرموز التي تدل على الألوان. والرمز إي 173 (E173) يدل على مادة الألمنيوم، وهي مادة حافظة، وهناك أيضا عشرات الرموز لمواد حافظة أخرى، والرمز إي 407 (E407) يدل على استخدام مادة مثخِّنة ومثبِّتة، وكذلك هناك عشرات المواد المضافة التي تؤدي أغراض مماثلة، والرمز إي 421 (E421) يدل على استخدام إحدى مواد التحلية المصنعة، والرمز 620 أو 625 يدل على استخدام المادة المنكهة: أحادي جلوتومات الصوديوم السيئة السمعة، والرمز إي 924 (E924) يدل على استخدام مادة برومات البوتاسيوم التي يعالج بها الدقيق ليصبح أنصع بياضاً. ولا شك ان كل تلك المواد تجعل الأطعمة تبدو أفضل لمدد أطول، وتزيد من نكهتها ولذتها بشكل اكبر، ولكن كل ذلك يتم بأساليب غير طبيعية وغير مأمونة العواقب.. ومن المؤكد أيضاً ان المستهلك العادي ليس لديه إلمام بتلك الرموز وبدلالاتها ناهيك عن خطورتها على الصحة.. والأسلم هو تفحص ملصقات الأطعمة، والحرص على شراء الأطعمة التي مكوناتها خالية من الرموز، ولا يزيد عدد مكوناتها على عدد أصابع اليد الواحدة.