إلى الشاعر محمد الثبيتي الصباحات غائبة والفضاءات غائبة والثريات التي صافحتها بين شغاف القلب أيضا غائبة فلمن تهتف في أول ضوء يا ثبيتي وعين الشمس في كل المواقيت غاربة الصباحات غائبة والفضاءات غائبة والتضاريس التي شيدتها والتضاريس التي عبدتها تتمشى الآن في السهل، ترى شجرا يمشي ترى الغيب طريدا في شعاب هاربة صوت: قل لأم الأرض يا أم دعيني لساعة أبصر النور بروحي قل لأم الريح يا أم دعيني للحظة أحسب الكون جروحي قل لأم النار يا أم دعيني لغاية لأعير المطلق المحروق حرفا من رمادي ووضوحي التضاريس شهيقي التضاريس حريقي نصفها بين ذرى القلب تداعى فالتقطت الحزن وحدي وبكى بي نصفي الباقي على جمر سفوحي الصباحات غائبة والفضاءات غائبة جفت الأقلام لكن هذه الأوراق لم تطو فبالقلب خلايا حبرت أحزانها خلف نبضتين وهنا بسمة طفل راقب الدهر كثيرا وتناسى .. صورة الوقت، كشيخ راح يلهو في تجاعيد «متى» أو في مسافات «أين» جفت الأقلام والقول الذي ينتظر الصمت يبوح الآن أعلى في الشفاه المراقبة الصباحات غائبة والفضاءات غائبة يا ثبيتي يا ثبيتي هل على الشاعر أن يلقى خيالا كل يوم ليظن الناس أن الحرف سر من فراديس الشياطين الكاذبة؟ هل على الشاعر أن يمشي كثيرا فوق حد السيف أو فوق الصراط المتكبر؟ آه كم في قلبك الشاعر من ذكرى ومن رقص، ومن أعراس نور، من بحور لغناء، ورمال لنقاء من صبايا مغنجات، من عذارى طالعات من عناقيد، وأنهار، ورمان، وأعناب، ونخل باسقات إنها بهجتك الأولى التي في القلب قامت لتعيد الفرح المائي شعرا للينابيع الناضبة الصباحات غالبة والفضاءات غائبة