حتى قبل أن يعقد الديمقراطيون مؤتمرهم الحزبي في مدينه فلادلفيا بدأت الخلافات تعصف بهم، فقد سرب موقع ويكيليكس آلاف الإيميلات بعد اختراق للجنة الحزب الديمقراطي المسؤولة عن الانتخابات، ومن ضمن الرسائل واحدة من المسؤول المالي في الحزب، يطلب فيها إثارة انتماء السيناتور بيرني ساندرز الديني في ولايات محافظة من شأنها أن تساعد كلينتون لأن تكون المرشحة دون أن يذكره بالاسم. وذكر الإيميل الذي من المفترض أن الذي كتبه شخص عالي المستوى في لجنة الحزب أن بيرني ساندرز "ملحد"، رغم أنه يقول إنه يهودي وطلب أن يتم سؤال السيناتور عن هذا من قبل الإعلام بهدف تنفير الناخبين المحافظين منه وترجيح كفة كلينتون في الانتخابات التمهيدية. وأدى هذا إلى المطالبة باستقالة رئيسة لجنة الحزب الديمقراطي دبي وتسمان شولتز والتي اتهمها معسكر ساندرز بالانحياز لكلينتون علي حسابه لضمان حصولها على الترشح. واضطر الحزب أمام حاله الغضب والاستياء هذه إلى الطلب من شولتز تقديم الاستقالة، مما يحرمها من إلقاء خطاب مهم أمام النواب الديمقراطيين في المؤتمر رغم إبقائها على القيام بالإجراءات البروتوكولية ضمن فعاليات الحزب من الإعلان عن ختام الجلسات على أن تتنحى رسميا ليلة انتهاء أعمال المؤتمر يوم الخميس المقبل. ولم يتوقف الأمر عند هذه البداية المزعجة للديمقراطيين الذين يعولون على توحيد الصفوف وراء أول امرأة تترشح لهذا المنصب في التاريخ، عاقدين الآمال بالحصول على أصوات مؤيدي السيناتور بيرني ساندرز، بل دخلت على الخط اتهامات بأن روسيا كانت وراء الاختراقات للبريد الخاص للحزب، بهدف مساعدة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لأنه امتدح بوتن مما دفع ترامب إلى التعليق في تغريدة بأن الحزب في وضع يرثى له، وأن كلينتون وجماعتها في داخل الحزب هم مجموعة من الفاسدين. وتدخل الرئيس أوباما أيضا بمكالمة هاتفية مع شولتز لإقناعها بالاستقالة وتلقت شولتز استقبالا سيئا من الناخبين الذين احتجوا علي محاباتها لكلينتون في خطاب لها الاثنين أمام نواب الحزب من ولاية فلوريدا على حساب ساندرز، ومن المفارقة أن التظاهرات التي كان من المفترض أن تكون ضد ترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري لم تترجم إلى جموع من المحتجين، ومن لم يكن هناك عنف كما كان متوقعا بل تتجه الأنظار الآن إلى فيلادلفيا وتظاهرات من مؤيدي ساندرز، بينما تظهر الاستطلاعات أن ترامب قد استفاد من خمس نقاط بعد مؤتمر الحزب أعطته دفعة للأمام وقللت الفرق بينه وبين كلينتون.