في محطة الوداع ورحلة الذهاب دون الإياب لحظة اللقاء الصحفي لإعلان الأسطورة محمد نور اعتزاله الركض وراء المستديرة ظهر كعادته شامخا بطلا منتصرا. تحدثت عيناه بدمعة كان مكنونها ألم الفراق وعواصف الحنين القادمة ومر الاشتياق للمستطيل الأخضر والشعار الذهبي الأصفر، فسبقت تلك الدمعة لسانه الذي تمتم بحروف الذهب قائلا: حزين على وداعكم ولكنها سنة الحياة ولكل بداية نهاية فشكرا للجميع، ولجماهير العميد خاصة، فأنتم رأس مالي" كلمات للعمر، وبطولة تضاف إلى خزينة الفريق محمد نور الذي هزم عبر مسيرته الظلم قبل الظلام وأنجز للأمة الاتحادية وحقق لها ما كان خيالا ورسم للعميد على كراسة الواقع لوحة إعجاز ما زال البعض يراها على نفسه محالا ضمن عالم الأحلام وقهر لأجل معشوقه الاتحاد المآسي وتجاوز الصعب وكسر الأرقام. وفي آخر لحظات وداعه وفي مشهد العظماء من قائد النمور الإنسان قدم درسا كبيرا للجميع فاختتم كلماته بعبارة خالدة كسرت مجاديف محاربيه، وطأطأت معها رؤوس ظالميه، وصفع بها أوجه مخادعيه، وتفطرت حينها قلوب محبيه عندما قال راجيا: سامحوني أنا سامحتكم. فهذه المقولة التاريخية كانت هي الحلقة الأخيرة من مسلسل القائد الأعظم والأسطورة محمد نور وآخر بطولة أنجزها عبر مسيرته الكروية، ولكن هذه المرة لم يكن تحقيقها بأقدامه الذهبية، بل أنجزها بقلبه ذو الصفاء والنقاء وأخلاقه العالية برونق نادر مشيرا وموجها رسالته السمحة: إن التنافس ليس محصورا على كورة القدم فقط بل هناك بطولة التسامح والصفح فهي الأجمل والأعذب! فنعم النهاية للقوة العاشرة وعراب آسيا ومقاتل الظلم والظلام.